إبداع تحت 15 عام.. «شروق» أصغر مؤلفة قصص قصيرة بالصعيد
كتب: جهاد طه رزق
في محافظة بني سويف، ولدت شروق أحمد، أدركت أمها
إنها لن تكون طفلة عادية منذ اللحظة الأولي، فبدأت الأم الواعية الداعمة تشتري لابنتها
العديد من الكتب منذ أن تعلمت القراءة، لكي ينمو عقلها سريعًا، وتدرك أمورًا كثيرة قبل آوانها، ففي الصف الرابع الابتدائي، بدأت تعبر
عن نفسها، ببعض النصوص العميقة باللغة العامية المصرية، التي تدل على أنها حطمت سنين
الطفولة، وبدأت دخول مرحلة جديدة، كان الداعمين لها هما جدها -رحمة الله عليه- وجدتها، فقد كان يسمعونها
بشغف شديد، ويدفعنها للأمام ويمنحاها دعواتهما وبركاتها، حينها حلمت أن تصبح قاصه،
بدأت تكتب وتكتب ويسمعها، ويعدل لها جدها أخطائها، وتأتي الأم بالكتب، وتعلم ابنتها
كيفية الاعتماد على النفس؟
عندما انتقلت للمرحلة
الإعدادية، اشتركت بداية من صفها الأول في البرلمان الخاص بالطلائع، لتتعرف على الحياة
السياسية أكثر وأكثر، وتعلم من هي مصر؟ على
يد نخبة من الأساتذة الكرام، كما سافرت العديد من الرحلات الخاصة بالبرلمان لتتعرف
أكثر عن معالم بلدها كان أبرزهم: «رحلة معسكر التنشئة الوطنية محافظة الوادي الجديد،
رحلة القاهرة في معسكر نموذج مجلس الوزراء، الأزهر الشريف»، وكان هناك مرشدًا يقص لهم عن الأماكن التي يتم زيارتها.
اقرأ
أيضًا: أغنيات مترجمة إلى لغة الإشارة.. محتوى
«منة» لإسعاد الصم وضعاف السمع
صديقة داعمة
لم تكن تعلمت كتابة
القصص باللغة العربية الفصحى وفي إحدى جولاتها للبرلمان تتعرف على صديقتها «سهيلة»
التي تقيم بمحافظة المنوفية، والتي حين علمت بأنها تود أن تصبح كاتبه فقد قدمت الجانب
المعنوي والمعرفي، فكتبت أول «اسكريبت» فصحي، ونال إعجاب كل من أتم قراءته.
في أحد الحصص في
المدرسة غابت المعلمة، فأخذت زميلاتها الحصة احتياطيًا، لاحظت جميع الطلاب يأكلون،
ومنهم يثرثر بكلام غير مفهوم، إلا «شروق» تجلس هادئة، تسطر كلماتها في كشكولها بهدوء
تام تحدثت معاها، وأمسكت كشكولها لتقرأ ما كتبت تلك الطفلة، لتندهش، وبعد أيام قليلة،
تصبح «شروق» مسئولة الإذاعة المدرسية في عامها الأول، كما كان يدعمها بعض الأساتذة، الذين
أدركوا أن هناك قيمة أدبية قادمة.
في الصف الثالث
الإعدادي، ذهبت إلي قصر ثقافة بني سويف، لتقابل الناقد والقاص محمد علام، الذي تعلمت
هي وزملائها: «جهاد طه،عوض علام، سارة شريف» علي يده تقنيات القصة القصيرة، ويمد يد
العون لهم بثقافته وبالكتب، ليساعدهم في تكوين ثقافتهم الخاصة، وعندما سألت عن فلسفتها
أجابت لـ«الفيتشر»: «أسعي دائمًا في ترك أثر في نفوس من أعرفهم، أحاول جاهدة حينما
يرحل جسدي تبقي روحي، لعل أستطيع أن أخرج أحدًا من الظلمات للنور».
اقرأ أيضًا:
الطبيعة تزداد جمالًا في لوحات
«إلهام»: «بحب الرسم من صغري«
شهادات وتكريم
الإمتنان للأشخاص تشعر به دائمًا: «أحب أن أشكر أمي
وجدتي وخالتي فاتن وجدي رحمة الله عليه، وأستاذ محمد علام ، على دعمهم الدائم لي»، وأضافت أن لا أحد مجبرًا علي صنع المعروف للأخر، لذلك لأبد أن نشكر من مد لنا يد العون،
لان من لا يشكر الناس ل ايشكر الله.
حصلت على العديد
من الشهادات أبرزهم، حصولها على المركز الأول في القصة القصيرة وتكريمها من هيئة قصور
الثقافة، وشهادة تقدير من مجلس معسكر الوزراء،
لأنها قامت بدور المسئول التنفيذي لمبادرة حياة كريمة، وشهادات أخري من مدرستها، في
تحديات القراءة وتفوقها الدراسي .