أصل أغنية «سالمة يا سلامة» وحكايات أخرى.. حلقة جديدة من «نعكشة في التاريخ»
إعداد: إسلام
كمال
في حلقة جديدة
من سلسلة «نعكشة في التاريخ» يكشف لنا الكاتب الصحفي إسلام كمال، مجموعة من الحكايات
الشيقة والممتعة، يبحث فيها عن أصل الكثير من الكلمات التي نستخدمها حتى الآن في
حياتنا دون معرفة أصلها وكيف بدأ المصريون في استخدامها؟
لسان الهلباوي
إبراهيم الهلباوي
كان أشهر محامي مصري في بدايات القرن العشرين. نبغ في المحاماة، وشهرته ذاعت حتى بين
العامة في ذلك الوقت بل وتفوقت على شهرة نجوم التمثيل حينها، لدرجة «لما كان حد بيروح
لجزار وبيسأله بكام كيلو اللسان ويطلع غالي كان بيرد الزبون على الجزار : ليه هو لسان
الهلباوي؟ أو لما كان حد بيهدد حد بالقتل كان بيقوله: أقتلك وأجيب الهلباوي يدافع عني».
وفي عام 1906م
حدثت واقعة دنشواي، ومفادها أن مجموعة من الضباط الإنجليز اعتدوا على بعض الفلاحين،
ولما تكالب الفلاحين على الضباط، فروا هاربين فسقط أحدهم إثر ضربة شمس ومات، وقتها
قامت الدنيا ولم تقعد، وكان المندوب البريطاني في مصر اللورد كرومر، وأقيمت محكمة للفلاحين
فأَعدم بعضهم وسجن آخرون، وكان الهلباوي محامي الضباط الإنجليز بعد أن جمعه لقاء باللورد
كرومر.
بعدها رشح الهلباوي
نفسه في انتخابات البرلمان، وأقام سرادق دعائي لنفسه، ولكن وقف أحد الحاضرين وهتف:
"يسقط جلاد دنشواي" وقام الجميع وشاركوه الهتاف، وسقط الهلباوي في الانتخابات،
وحاول أن يكفر عن ذنبه باقي حياته، وصار يدافع عن الفقراء مجانًا ويعطف على المساكين
ويحاول أن يبرئ نفسه في مذكراته، ولكن رغم كل ذلك لم يغفر له الشعب خطيئته.
اقرأ
أيضًا: المشهد الأخير.. بالحلقة الجديدة من
«نعكشة في التاريخ» إسلام كمال يكشف نهاية خط الصعيد
التهمة ديمقراطي!
رشح لطفي السيد
نفسه في انتخابات البرلمان، وكانت الحكومة تخشاه، لأنه تربى خارج حظيرتها، فأشاعوا
بين الناس أنه ديمقراطي، وأن معنى كلمة «ديمقراطي» هي المساواة بين الرجل والمرأة،
وفسروا المساواة بأن معناها أن من حق المرأة أن تتزوج 4 أشخاص أيضًا مثلها كالرجل!
وأرسلوا مخبرًا جلس في سرادق ندوة للطفي السيد، وقف المخبر وسأل لطفي: هل أنت رجل ديمقراطي؟
فأجاب بنعم، فنظر المخبر للجميع نظرة ماكرة «شوفتوا أهو طلع ديمقراطي زنديق زي ما قلت
لكم» وفي لمح النظر كان السرادق على الأرض، ثم أخفق في الانتخابات.
سالمة يا سلامة
سالمة يا سلامة..
رحنا وجينا بالسلامة...
أغنية تربينا على
نغماتها وألحانها وكلماتها جميعًا، والكل يحرص على ترديدها ونحن عائدون من الرحلات
أو سفر طويل، فما أصل تلك الأغنية؟
منذ بداية الاحتلال
الإنجليزي لمصر وقبله مرورا بعصر الملكية حتى حقبة الملك فاروق كانت الدعارة في مصر
مهنة رسمية، تباركها الدولة وتعترف بها وتحصل منها على ضرائب أيضًا، وكانت لكل عاهرة
رخصة فيها صورتها وسنها ورقم مسلسل، وحرصا من الحكومة وقتها على صحة المترددين على
بيوت بائعات الهوى، كانت تقوم بالكشف الطبي بشكل دوري على العاهرات، في مكان اسمه الحوض
المرصود، لضمان خلوهن من الأمراض الجنسية مثل الزهري والإيدز، ومن تتجاوز الكشف
الطبي تحصل على ختم ووثيقة تفيد بذلك، لعرضها على المتردد عليها إذا لزم الأمر، وكان
الرجل يخشى على نفسه المرض، وكانت النساء وهن عائدات سعيدات بحصولهم على إذن مزاولة
المهنة، كنَ تعتلين عربة يجرها حمار «وهاتك يا رقص وغناء»، وكانت كلمات أغنية سالمة
يا سلامة تجري على ألسنتهن.
اقرأ
أيضًا: »نعكشة في التاريخ».. إسلام كمال يكتب: حين وصف طه حسين
بـ «الزنديق«
حنفية
الشيخ محمد عبده
اُتهم في إيمانه! وقالوا عنه إنه مبتدع ومفسد، لأنه أباح الميضأة في المساجد، المتشددون
رأوا أن في ذلك بدعة، كما رأوا أن صنبور المياه بدعة أيضًا، ورفضوه في البداية، وتمسكوا
بفكرة السقا الذي يحمل المياه في جره إلى المنازل، وكالعادة لكل قضية طرفين، طرف مع
وآخر ضد، وكثر الخلاف حتى جاءوا شيوخ المذهب الحنفي وقالوا لا بأس من استخدام الصنبور
واقروه، ومن هنا سمي الصنبور حنفية إشارة اللي المذهب الحنفي.
بلح زغلول
في الثلاثينات
من القرن المنصرم نُفي سعد زغلول خارج مصر، وأصدرت السلطات الإنجليزية بيانًا بحظر
تداول اسم سعد زغلول في وسائل الإعلام المنشورة والمسموعة، لأن وقتها لم يكن قد دخل
التلفاز مصر بل عرف طريقه إليها في الستينيات. سعد كان بطلًا قوميًا آنذاك، فلجأ المصريين
إلي المواربة والتحايل فكانت أغنية «يا بلح زغلول» إشارة إليه وكلماتها: «يا بلح زغلـــــــول/
يا حليوة يا بلح/ يا بلح زغلـــــــول/ يا زرع بلدي عليك يا وعدي/ يا بخت سعدي زغلول
يا بلح/ عليــــــك أنــادي في كل وادي/ قصدي ومرادي زغلول يا بلح/ الله أكـــــــبر
عليك يا سكر يا جابر اجبر عليك يا بلح/ ما عنتـش أبكي وفـيه مدير/ مين بس ينكر زغلول
يا بلح/ يا روح بلادك ليه طال بعادك/ تعا صون بلادك زغلول يا بلح/ سعد وقالي ربي نصـــرني
وراجع لوطني/ زغلول يا بلح يا بلح زغلول».
الصوت الحياني
ترقع المرأة بالصوت الحياني.. ما أصل الحياني؟
كان هناك نوع من
البلح اسمه الحياني، وكان هذا البلح ضخم الحجم، ومع الأيام صاروا يصفون أصوات النساء
بالحياني، أي الصوت الضخم الممدود.