جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

حكاية

بالحلقة الثانية من «نعكشة في التاريخ».. إسلام كمال يكشف دور الحاجة «فضة» بحياة «الخط»

الحاجة فضة
إعداد: إسلام كمال 


طقّت في رأس محمد محمود منصور أنه يكون خط الصعيد بإيعاز من شقيقه رمضان، وفر هاربًا من رصاص البوليس وأسرة الخفير إلى الجبل، حيث الجبل يتسع لكل الفارين والهاربين من أحكام جنائية وثأر ملاحق، وهو عالم جديد وغريب على الخط، له قوانينه الخاصة ولكنه على كل حال هو يمتلك الشجاعة وقلبه ميت، القسوة والعنف في هذا «الكار» فضيلة وجواز مرور إلى العالم العجيب.. عالم أولاد الليل، انضم إليه أخواته وكوّنوا عصابة صغيرة ومع الوقت بدأت تتسع الدائرة وتكبر، كان الخط سخي اليد ولا يبخل على معاونيه في شيء، لأن إغراء المال قادر على تغيير النفوس وبإغداقه يضمن ولاءهم، قامت العصابة بالقتل والنهب وترويع الخلق، كانوا يخطفوا العباد ويطلبوا فدية من أهلهم، ويفرضوا إتاوة على الأراضي الزراعية والمواشي مقابل حمايتها، حمايتها منهم! والجميع كان يدفع بلا تردد حتى لا يخسر حياته وحياة عائلته وأمواله أيضًا.

 

اقرأ أيضًا: خط الصعيد بين الحقيقة والخرافات.. هذا ما نعرفه في الحلقة الأولى من «نعكشة في التاريخ»


عوّاد.. ابن ليل عتيد، جبار الرشاش لا يفارق يده، يقتل بلا حساب، لا يتسرب الخوف إلى نفسه، لا يفرق بين رجل أو امرأة أو طفل، لابد لابن الليل ألا يكون خرع، الإنسانية مكانها المساجد والكنائس ويتشدق بها السياسيين، لا مكان لها هنا، أصبح مطارد من الجميع.. شرطة وعباد، وتجمعت عليه الأحكام بين إعدام ومؤبد، وأفراد عصابته بدؤوا ينفضوا من حوله، لأن إذا كان الخط يغدق المال على رجاله فعوّاد عكسه تمامًا، كان يؤثر نفسه على الجميع، كل نهب يقوموا به يكون له وحده إلا الفتات تذهب لمعاونيه، ولم يطق معاونيه ذلك طويلًا وسرعان ما انصرفوا عنه، شعر عوّاد أن نهايته اقتربت فقرر الانضمام إلى خط الصعيد الذي زامله في معتقل الطور في وقت ما، رحب به الخط لأن وأن كان الخط يمتلك شجاعة وإقدام لا يماريه فيهما أحد ولكنه كان فاقد للحكمة، ذكاء بلا حكمة يقود إلى الهلاك.

 

تزوج الخط رشيدة، فتاة سمراء البشرة وافرة الأنوثة، وجهها كرغيف الخبز الساخن، كان عمرها 9 سنوات، أنجب منها هاشم، وفي سنين زواجها به لم تراه سوي مرات معدودة، حيث كان يفر إلى الجبل بعد لقاءه بها الخاطف، وكانت تقف الحاجّة فضة أم الخط بالمدفع الرشاش أمام باب المنزل بينما الخط مرتمي بين أحضان رشيدة، فضة هي التي كانت محركة لقصة الثأر من البداية، دائمِا نساء الصعيد هما اللاتي يغذين نار الثأر، والمحركاتِ للأحداث، والزن أمر من السحر، ولكن شخص مثل الخط عاشق للجنس والأفيون لا تكفيه رشيدة واحدة أو لقاءات عابرة، كان له فتوحات أخرى في بيوت البغاء اللي كانت مرخصة وقتها وتحت إشراف الحكومة.

 

وإلى موعد قريب مع الجزء الثالث من حكاية «الخط بين الحقيقة والأسطورة»


الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *