الدحيحة الصغيرة.. «حنين» طالبة ثانوي بدرجة صانعة محتوى: «هدفي مشاركة العلم والمعرفة»
كتب: محمد خاطر
«أنا أتعلمت حاجة وحابه الناس تعرفها ونتناقش فيها حتى لو بشكل إلكتروني
عن بعد، المعرفة في الأصل مشاركة وأنا بحاول أشارك الناس كل معلومة وكل علم بوصله،
من خلال محتوى علمي أتمنى أقدر من خلاله أثر في الناس وفي المجتمع بشكل إيجابي
ونافع»، هكذا تكشف حنين رفاعي سالمان، الطالبة بالصف الأول الثانوي
وصانعة المحتوى العلمي، عن الأسباب التي دفعتها إلى تقديم محتوى على مواقع التواصل
الاجتماعي في حديثها مع منصة «الفيتشر».
«حنين» بدأت طريق صناعة المحتوى قبل 3 سنوات، حينها كانت مجرد طفلة
عمرها لا يتخطى حاجز الـ 13 عام، تبحث على شبكة الإنترنت على الموقع الخاص بقناة MBC3 لتشاهد عليه مسلسلات
الكارتون المفضلة إليها: «دخلت أشوف ومقدرتش أوصل لإني أتفرج على الكارتون، بس
لقيت حاجة أفضل كانت عبارة عن منتدى بيعرض معلومات بسيطة في سطور، لقيت نفسي
مستمتعة وحبيت إني أقرأ فيها وفي نفس الوقت كان عندي حب للمشاركة في المعلومات،
فبقيت بشرح لأصحابي في حصص العلوم، كل المعلومات اللي بوصلها».
اقرأ أيضًا: بكلمة
وصوت وصورة.. «أحمد» يسعى لترك آثر إيجابي في نفوس الناس
واجهت «حنين» بعض الصعوبات في بداية طريقها مع صناعة المحتوى قبل 3
سنوات، حين اكتشفت أن الأمر ليس فقط مجموعة من المعلومات ستتحصل عليها ثم تبدأ في
التأكد من صدقها ومصادرها قبل أن تشرع في نقلها ومشاركتها مع الجميع، بل تحتاج
أيضًا إلى تعلم الكثير من المهارات المختلفة الخاصة بإعداد الإسكريبت والمونتاج
والتصوير حتى تقدم معلوماتها في أفضل شكل ومضمون: «حاجات بالنسبة ليا ملهاش
علاقة بالعلم نفسه، لكن كانت مهمة جدًا أتعلمها خصوصًا إني بعمل كل حاجة بنفسي
ومعنديش فريق عمل».
اقرأ أيضًا: فتاة
الإشارة.. «ميرنا» تدعم الصم وضعاف السمع بمحتوى يشع تفاؤل
ولم يكن هذا العائق الوحيد أمام طالبة الصف الأول الثانوي، إذ واجهت
صعوبة أخرى تتعلق بصغر سنها وعدم اقتناع بعض الناس بقدرتها على تقديم معلومة موثقة
وصحيحة: «الناس مش بيقدروا يثقوا في أي شخص سنه صغير، بيفكتروا أنه أكيد مش
هيكون كفء كفاية، وده فعلًا واجهته في تعليقات بعض الناس –وبتقبلها جدا- بيقولوا
أنتِ أكيد صغيرة فأكيد المعلومة مش صح أو هي مش فاهمة اللي بتقوله أو مش المفروض
تعمل محتوى علمي أو استني أما تكبري»، ولهذا تعمل بشكل جدي لتحسين جودة
محتواها ولتغيير وجهة النظر تلك.
تستهدف «حنين» من محتواها التأثير الإيجابي في الناس والمجتمع، ولا تهتم
بحجم أو أرقام مشاهدات لأنها تؤمن بمقولة «لا تسعى لجعل الأشياء أكبر، بل أسعى
لجعلها أفضل»، ولهذا يتمحور هدفها حول إكساب محتواها الجودة الكافية على مستوى
الشكل والمضمون وأن يساهم ما تقدمه في إثراء المحتوى العربي العلمي ككل ويساعده في
التفوق على نفس نوعية المحتوى المقدم باللغة الإنجليزية ولغات أخرى.