فتاة الإشارة.. «ميرنا» تدعم الصم وضعاف السمع بمحتوى يشع تفاؤل
كتب: محمد خاطر
«ابتسامة جميلة لا تغادر وجهها، أغنية
مبهجة مشبعة بمشاعر الفرحة والسعادة، موهبة تمثيلية وقدرات ملحوظة على التعبير،
تمكن كبير من لغة الإشارة»، تلك هي مكونات الخلطة السحرية التي لجأت إليها
«ميرنا» في حملتها لدعم الصم وضعاف السمع بمحتوى يشع بالبهجة والتفاؤل، والتي
بدأتها منذ سنوات وممتدة حتى الآن عبر مواقع وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي
المختلفة.
ميرنا وائل، أو «ميرنا بريتي» كما هي مشهورة بين متابعيها
على «سوشيال ميديا»، طالبة في كلية آداب قسم تاريخ، وصانعة محتوى، بدأت حكايتها مع
لغة الإشارة خلال زيارة لمحل عمل والدها: «بابا بيشتغل في مدرسة خاصة بذوي
الهمم، ومرة كنت معاه وقابلت هناك بنوتة مش بتسمع وكانت دايما بتقعد لوحدها، فقررت
أعمل سيرش إزاي أقدر أساعدها تتواصل مع الناس وتعبر عن كل حاجة حاسة بيها أو عايزة
تقولها، ومن هنا عرفت لغة الإشارة».
وبمجرد أن تعرفت «ميرنا» على تلك
اللغة وجدت فيها درجة كبيرة من الشغف دفعتها لتقود حملة لتعليمها ونشرها بين الناس
بشكل مجاني، بعد رحلة طويلة من الورش التدريبية التي خضعت إليها لتتمكن منها
وتتقنها بشكل تام: «في فئة كبيرة من الناس على مستوى مصر وخارجها مش بيسمعوا،
عشان كدا لغة الإشارة مهمة جدًا ولازم تدرس في المدارس زي الإنجليزي ومختلف اللغات».
حملة طالبة كلية الآداب نالت حظها من
تأييد الناس وتشجيعهم على مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة دفعت الكثير لتعلم لغة
الإشارة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل يقدموا حاليًا محتوى مشابه لما تقدمه «ميرنا»،
وأمام كل هذا التشجيع لم تسلم أيضًا من بعض التعليقات السلبية: «بعض الناس
بتقول إن اللي بعمله ده رقص تشكيلي»، لكن رغبتها الكبيرة في تحقيق هدف حملتها
يجعلها تكمل ما بدأته بكل حب وحماس: «نفسي لغة الإشارة تنتشر وتوصل لناس كتير،
ونفسي يفهموا إن الأصم مش عصبي بالعكس بني آدم حساس جدًا ومميز جدًا ويقدر يقوم
بكل الأعمال المختلفة».
«ميرنا» في السنة الأخيرة بجامعتها
وتنتظر تخرجها حتى تحقق حلمها في ترجمة الحضارة المصرية إلى لغة الإشارة: «نفسي
أعرف كل أصم قد إيه إحنا بلدنا جميلة وذات تاريخ عظيم».
