العلاج بالرسم.. طريقة «آية» في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة: «بحاول أدمج بين الدراسة والموهبة»
كثيرون منا مجالات دراستهم بعيدة بشكل كبير عن هوايتهم ومواهبهم المختلفة، لكن القليلون فقط من بينهم، هم من يحاولون أن يدمجوا بين الأثنين ويبحثوا عن أي عامل مشترك بينهما، وحين بنجحون في ذلك تكون النتيجة أكثر من رائعة، كما حدث مع «آية»، التي تطوع موهبتها بالرسم لخدمة مجال عملها في التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة، مبتكرة طريقة جديدة في التعامل معهم عن طريق الرسم والفنون.
آية محسن، حاصلة على بكالوريس
تربية خاصة، ومُدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومترجمة لغة إشارة، إضافة إلى كونها
رسامة وتُجيد النحت أيضًا، وكل ما سبق كان السبب في كونها واحدة من أمهر المدرسات
القادرات على التعامل مع ذوي الهمم بفضل دمجها بين مجال دراستها موهبتها، على الرغم
من أنها في البداية لم تكن تعرف كيف ستدمج بين هذين المجالين المختلفين، وكانت
تفكر بشكل جدي في الاكتفاء والتركيز بمجال واحد فقط، حتى تستطيع أن تتميز به وتحقق
نجاح غير تقليدي، وفق ما ترويه «آية» في حديثها مع «الفيتشر».
«حلمي إني أحاول أدخل الفن والرسم
في طرق علاج وتدريب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، أي كانت المشكلات اللي
بيعانوا منها»، هذا ما تسعى إلى تحقيقه الرسامة القاطنة بمحافظة دمياط، والتي ترى
بأن الفن قادر على علاج أي المشكلات وبالأخص النفسية التي قد يعاني منها ذوي
الهمم، كما أنه من الممكن أن يكون وسيلة للخروج من أي حالة نفسية سيئة أو اكتئاب،
كما حدث معها هي شخصيًا حين تعرفت على موهبتها بالرسم وقتما كانت تعاني من اكتئاب
الامتحانات: «الناس كتير فاكرة إني برسم من صغري، بس الحقيقة أنا عرفت الرسم وأنا
في تانية كلية بالصدفة لما جربت أرسم عشان أخرج من اكتئاب الإمتحانات»، وهو ما جاء
بنتيجة جيدة للغاية بعد أن لاحظت والدتها موهبة نجلتها، فهمت لمساعدتها وتشجيعها:
«في نفس اليوم مامتي جابتلي أقلام رصاص وكراسة رسم كبيرة، هي أول شخص شجعني مع أخواتي
كلهم وبالأخص الكبيرة وكمان صحباتي».
وبعد أن تعرفت «آية» على موهبتها،
انطلقت في رحلة طويلة مع عالم الرسم، اتقتنت خلالها أنواع مختلفة منه في مقدمتهم
الرسم الديجيتال إضافة إلى النحت، وكل ذلك تعلمته بطريقة ذاتية من خلال «يوتيوب»،
كما حرصت على إجراء دراسات حرة في الديكور الداخلي، وكانت نتيجة ذلك أن لوحاتها
الفنية أصبحت مطلب بأحد معار الآثاث بمحافظة القاهرة: «عندي 10 لوحات معروضين
هناك».
كل هذه النجاحات والخبرات التي
حققتها وكونتها خريجة كلية التربية بعالم الرسم، كانت السبب في مطالبة البعض لها
بتدريب الأطفال على الرسم من خلال ورش وكورسات، وهو ما أقدمت عليه بالفعل على
الرغم من تخوفها في البداية، لكنها تشجعت وأقدمت على الأمر واستطاعت أن تحقق نتائج
أكثر من رائعة مع الأطفال بشهادات أهاليهم، وهو ما شجعها على الاستمرار بالأمر حتى
الآن: «كمان شاركت مؤخرًا في إيفنت خاص بأحد المؤسسات للإحتفال بالأطفال اليتامي
وذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة عيد الأم، والحمد لله قدرت أفرح أطفال كتير بالرسم
على وشوشهم».
«آية» إلى جانب كونها رسامة جيدة
وناجحة في عملها، تمتلك طموح كبير يتمثل في: «نفسي افتح جاليري ومش هيكون خاص
بالرسم وتعليمه فقط، لا أنا عاوزه يكون مختص بكل ما يخص الفن، زي الهاند ميد والموسيقي
والتصميم والنحت بأشكاله، وكمان والخط العربي والإيبوكسي والصلصال الحراري والشمع،
كل شئ الإنسان يقدر يبدع فيه، وبيدور على جو ملائم ويقدر يعلمه لغيره يجي المكان
بتاعي باذن الله قريبًا».
اقرأ أيضًا:
«آية» موهوبة بالرسم من صغرها: «وسيلتي في التعبير عن نفسي» «صور»
رسامة الكرسي المتحرك.. «جيهان» تتحدى الإعاقة بالفن: «بحلم بمنزل فيه مرسم»
