بورتريهات تمنع آلم الفراق.. «فراشات الذكريات» تصنعن السعادة بصور «فوتوشوب»
كتبت: دينا أحمد
«نور، هبة، هبة»
ثلاث سيدات من مراحل عمرية مختلفة، ومحافظات مختلفة أيضاً، جمعهم برنامج «فوتوشوب»
ليقوموا بعمل إنساني وفني في آن واحد، وهو جمع الأشخاص بمن فقدوهم من عائلاتهم وأحبابهم
من زمن بعيد في صورة واحدة وكأنها التقطت للتو بجوار من فقدوا، مما كان يطفئ من لهيب
الحنين والشوق لدي الناس فبمجرد النظر للصورة يشعرون وكأن مفقوديهم بجانبهم الآن: «بقالنا
٣ سنين مع بعض وعمرنا ما شوفنا بعض كلامنا كله تليفون، وبالرغم من أننا مش قد بعض بس
سبحان الله مكملين بعض».
بالصدفة وفي أحد
مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» طلب شخص ما أن يقوم أحد الأشخاص الذين يجيدون استخدام
برنامج «فوتوشوب» بتركيب صوره له بجوار والدته الراحلة، فقامت السيدات الثلاثة بعمل
الصورة له ومن ثم حصلت الصورة على تفاعل كبير وصدى عميق الأثر بين الناس، مما أسهم
في شهرة السيدات الثلاثة وشهرة فكرتهم، التى لاقت إقبالًا كبيرًا من الناس لاسترجاع
ذكرياتهم القديمة مع من فقدوا من أحبابهم.
اقرأ
أيضًا: شوارع الدقهلية بالألوان بعد لمسة
«جنة»: «هرسم في كل الحارات»
عمل إنساني تحول
إلي مشروع تجاري مربح.. «نور»: «عمرنا ما فكرنا إن ده يبقى شغلنا»
وكان لـ«نور» جروب
على «الفيسبوك» لتعديل الصور بدون مقابل فأرادت أن تبحث عن مساعدين لها، فطلبت «هبة
خليل وهبة حجازي» الانضمام لها واستطاعوا الحصول على ٨٥ ألف معجب في فترة قصيرة، وظلت
السيدات الثلاثة يعملن فيه بدون مقابل لمدة سنة فقط من أجل إسعاد الآخرين إلي أن بدأت
السيدات الثلاثة في الاتجاه نحو تحويل هذا العمل الإنساني إلي عمل فني مربح، ليقوموا
بعمل «بورتريهات» ليست فقط للأشخاص العاديين، بل للفنانين والمشاهير أيضاً، وكانت أغلب
الطلبات تأتي من المعجبين بفنان ما لعمل «بورتريه» خاص له، وكانت من أشهر «البورتريهات»
التي تم طلبها «بورتريه» الإعلامية رضوى الشربيني بجوار والدها ووالدتها، والفنان سمير
غانم وزوجته الفنانة دلال عبدالعزيز -رحمهما الله- والفنان حماده هلال ووالدته، والفنان
محمد صبحي وزوجته، وغيرهم من الفنانين: «الفنانين كانوا بينزلوا بوستات إن حد من أهلهم
واحشهم وعايزين يبقوا معاهم في صورة، فكنا بنعملهم، ولما بنعمل منشن ليهم بيرحبوا جدًا
بالصورة وينزلوها ويعملولنا منشن، وأهم حاجة إنها بتسعدهم».
اقرأ
أيضًا: برسومات على محولات الكهرباء.. جرافيتي
«أحمد» يزين الشوارع: «الفن بيغير كل حاجة للأحسن»
«محمد» زوج «نور»
يتعلم الطباعة ويساعد في تقفيل الطلبات
قبل أن تبدأ السيدات
الثلاثة في عمل «بورتريهات» كان عملهم يتمثل في الصور الإلكترونية فحسب، وعندما طلب
منهم عمل «البورتريهات» أوصى لهم أحد بأن يستعينوا بشخص ما لطباعة البورتريهات ولكنه
لم يكن على قدر كافي من الكفاءة، فقرر «محمد» زوج «نور» أن يتولى الأمر بالرغم من أن
عمله لم يكن يمت لمجال الطباعة بصلة: «جوزي هو الي بدأ يشتغل في الطباعة والتقفيل،
وبقى أحسن من أى حد عنده خبرة في المجال ده» وفق ما جاء في حديث «نور» لـ «الفيتشر».
من أجل الأطفال
والمكفوفين
لم تتوقف السيدات
الثلاثة الجميلات عند تجميع الأشخاص في الصور «والبورتريهات» فحسب، إذ قاموا بزيارة
حضانة للأطفال المبصرين والمكفوفين، وقاموا بالاحتفال معهم وعمل صور لهم وتسليمهم إياها،
إلي جانب احتفالهم بنجاح الأطفال عن طريق عمل «بانرات» لهم يظهر فيها الأطفال وهم يرتدون
ملابس التخرج، وهو الدعم والتشجيع الألطف على الإطلاق.