شوارع الدقهلية بالألوان بعد لمسة «جنة»: «هرسم في كل الحارات»
الفن يصنع الجمال، فلمسة واحدة
منه قادرة على تحويل أبشع وأقبح الأماكن إلى مناطق أخرى تعج بالجمال والسحر تسر كل
من ينظر إليها، وتنشر بداخلهم مشاعر البهجة والإقبال على الحياة، وهو ما تدركه
جيدًا «جنة»، والتي يبدو أنها تحب اسمها بدرجة كبيرة جعلتها تهتم بالشوارع لتحولها
إلى جنة، كما يصف ويعني الاسم الذي اختارته أسرتها لها، من خلال رسمها على حوائط
وجدران الشوارع لتغير شكلها المهمل والقبيح إلى مكان جديد مُزين بالجمال والنظافة
والرقي.
والحديث هنا عن جنة أحمد، الطالبة
بمعهد التمريض وفي نفس الوقت تعمل بمجالات «الهاند ميد» وبالأخص إعداد بوكيهات
الورود والشيكولاته وكذلك المراسيل وطارات الخطوبة وغيرها من الهدايا المختلفة،
إضافة إلى كونها رسامه، لكنها قبل كل ذلك إنسانة قلبها ممتلىء بالخير، ويسعى
دائمًا في طرق نشره، وهو ما كان السبب الأول في تطوعها رفقة أحد الفرق لتزيين
شوارع القاهرة برسومات مختلفة، قبل أن تقرر نقل نفس الفكرة بشوارع محافظة الدقهلية
التي تقطن بها.
حكاية «جنة»
حكاية «جنة» مع الرسم بدأت منذ
طفولتها وفق ما ترويه في حديثها مع «الفيتشر»، إذ اتجهت نحو رسم بورتريهات فنية
باستخدام الفحم والرصاص، مع وصولها لمرحلة الثانوية العامة بدأت رسم الجداريات من
داخل حجرتها: «بدأت من أوضتي بفرشات ورد ولقيت أن الفرشة على الحيطة بتضيف بهجة للمكان،
وممكن تغير من شكله»، وبعد ذلك اتجهت للتطوع مع أحد الفرق الخيري بمحافظة القاهرة لرسم
الجداريات المبهجة بشوارع المناطق العشوائية والحارات والقرى: «بنحاول نفرحهم
بالرسم ونحسسهم أنهم عايشين في أماكن كويسة بلمسات جمالية وشوية ألوان».
شوارع «أجا»
ولم يقتصر تطوع «جنة» للرسم في
الشوارع على مناطق محافظة القاهرة، بل عملت على نقل الفكرة بمركز «أجا» بمحافظتها
الدقهلية رغم الصعوبات التي واجهتها، لكن بتشجيع أصدقائها ودعمهم وبالأخص «بابا
حمزة» نجحت في طريقها وما زالت تواصل الاستمرار بغرض تزيين شوارع مدن وقراها
المختلفة، على أمل أن يساعدها ذلك في ترك آثر وبصمة في كل مكان: «وكمان نفسي أقدر
أعلم غيري ويكون صدقة جارية، وأي شخص يعدي على مكان في رسمي يذكرني بالخير
والدعاء».