ميكروباص ولا المرسيدس.. تصميمات «مصطفى» تحول سيارة الأجرة لتحفة ميكانيكية: إحياء لصناعة بلدي
كتب: محمد
خاطر
قبل أكثر من
50 عام وبالتحديد سنة 1970، كان يتم تجميع ميكروباص «ترامكو رمسيس» داخل مصانع شركة
النصر المصرية للسيارات، واستمر المصنع في إنتاجيته لهذه الماركة من سيارات الأجرة
إضافة إلى أنواع أخرى من السيارات حتى عام 1990، الذي شهد توقف مصانع الشركة عن
إنتاج تلك السيارة، قبل أن تحاوط الديون الشركة وتتسبب في وقف معظم إنتاجياتها من
السيارات الأخرى، وبعد كل ذلك جاء «مصطفى» شاب غيور على صناعة بلده وحاول أن يقدم
رؤية جديدة لشكل ومواصفات الميكروباص، مُستغلا قدراته ودراسته لتصميم الجرافيك، مع
مراعاة أن تناسب تعديلاته مع تطورات ومتطلبات وتكنولوجيا العصر الحالي وفي ذات
الوقت تتماشى مع رؤية مصر 2030.
مصطفى فؤاد،
شاب يبلغ من العمر 30 عام، تخرج في كلية الفنون التطبيقية بعد دراسة الجرافيك،
وعمل بعدها لصالح عدد من شركات الدعايا والإعلان، قبل أن يتجه إلى العمل الحر،
الذي يقوم خلاله بتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد، باستخدام 4 برامج مختلفة يجيد
التعامل مع جميعها، مكنته من تنفيذ فكرته وتحويل الميكروباص المتهالك إلى سيارة
أجرة عصرية بمظهر جذاب يضاهي أفضل ما تنتجه أشهر ماركات السيارات حول العالم، وفق
ما يؤكد عليه «مصطفى» في حديثه مع «الفيتشر».
الميكروباص
الأشهر في مصر
سيارة الأجرة
الأشهر في مصر، والتي يكتظ بها شوارع وطرقات المحروسة حتى الآن، والتي لا تتناسب
على الإطلاق مع المظهر الحضاري الذي تحاول الدولة المصرية حاليًا تعميمه بكل بقاع
المحروسة مصر الآن، نجح خريج الفنون التطبيقية في تغييره بشكل كامل، ولم يكتفي
بتغيير الشكل فقط، بل حاول أن يتناسب المظهر الحديث مع متطلبات العالم الآن وبالأخص
مسألة الاعتماد على الطاقة النظيفة الصديقة للبيئة: «حاولت أراعي في تصميمي الشكل
الجمالي والانسيابية في التصميم، علشان يستهلك أقل قدر ممكن من البطارية قبل إعادة
شحنها مرة تانية»، وكل ذلك قام به مصمم الجرافيك كمحاولة منه لإعادة إحياء تلك
الصناعة من جديد في مصر ولكن بشكل متطور وحديث يناسب التقدم التكنولوجي المنتشر
بمعظم أرجاء العالم حاليًا.
اقرأ أيضًا: الحصان العربي الأصيل.. محتوى «نهاد» لنشر الوعي بعالم
الخيول
صعوبات
وتحديات
تصميمات
«مصطفى» للميكروباص نالت إعجاب كل من شاهدها، حينما أفرج عن صور مشروعه عبر
حساباته على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وقبل هذا الإعجاب تخطى المصمم
الكثير من الصعوبات حتى تخرج تلك التصميمات إلى النور، بداية في محاولته توفير
كمبيوتر بإمكانيات قوية تساعده في تنفيذ أفكاره، إضافة إلى برامج بتحديثات متطورة:
«والحمد لله قدرت أعدي الصعوبات دي، بعد صبر وتحويش الجنيه على الجنيه زي ما
بيقولوا، علشان أقدر اشتري جهاز يقدر ينفذ النوع ده من التصميمات»، على أمل أن
ينتبه أحد المسئولين لمشروعه ذلك ويتبنوه ويُعيدوا من جديد إنتاج تلك السيارات
ولكن بشكلها المتطور والحديث، الذي تخيله خريج كلية الفنون التطبيقية.
اقرأ أيضًا: تابلوهات «فريد» الخشبية «جننت» الأجانب: «ليا متابعين في
أوربا وأمريكا»
إبداعات أخرى
يأمل صاحب الـ
30 عامًا أن يصبح في يوم من الأيام مصمم سيارات بأحد المراكز العالمية المتخصصة في
تصميم السيارات، ولهذا يعمل باستمرار على تطوير قدراته ومهاراته بهذا المجال،
إضافة إلى تنفيذ مشاريع مختلفة بينها كان تصميمه لسيارة ملاكي، شكلها مستمد من
الحضارة المصرية القديمة أطلق عليها اسم «حورس»، وحاول خلال هذا التصميم أن يظهر
جمال وأصالة الحضارة المصرية، حينما تمزج بملامح تطور وديناميكية العصر الحالي،
وأخر ما وصل إليه العالم على مستوى صناعة السيارات.
