أبو الليف.. كينج كونج المونولوجات وصاحب رحلة كفاح بنهاية سعيدة
خلال شهر رمضان من عام 2016 تبلورت الحملة الإعلانية لإحدى
شركات المشروبات الغازية، حول دعوة الجميع على التمهل قبل الحكم على البشر، وقد تكون
تلك الرسالة صُنعت خصيصًا؛ لتلخص رحلة حياة المطرب المصري نادر أبو الليف،
المتواجد الآن داخل إحدى حجرات العناية المركزة بأحد المستشفيات ليتحصل على
الرعاية الصحية اللازمة له، بعد أن هاجمته أزمة قلبية مفاجئة، في طريقه الآن (وقت
كتابة تلك السطور) إلى تخطيها بخير وسلام بمشيئة الله، حتى يعود إلى حياته وأعماله
من جديد.
عندما حقق الفنان «أبو الليف» نجاحًا ساحقًا عبر ألبومه الأول «كينج
كونج» عام 2010، تعجب البعض وكأنهم استكثروا على صاحب الـ 41 ربيعًا وقتها هذا
النجاح لصوتٍ ليس بالفريد ولا المختلف، عن أصوات كثيرة تواجدت على الساحة في هذا
التوقيت، لكن أغلبية هؤلاء لم يكونوا يعرفون قصة نادر أنور جابر الشهير بـ «أبو
الليف» منذ دراسته الموسيقى بمعهد «الكونسرفتوار»، وحتى أصبح واحدًا من المطربين،
الذين استطاعوا أن يعيدوا للمونولوج الغنائي نجاحًا انقطع عنه، بوفاة المبدعين إسماعيل
ياسين ومحمود شكوكو.
رحلة كفاح
«أبو الليف» حاله كحال أي شاب مصري مهما كانت مواهبه
وقدراته، يبقى عامل حالته المادية السيئة المؤثر الأول والأخير على نجاحه والوصول
إلى أهدافه، فرغم دراسته فنون الموسيقى بشكل أكاديمي وتمتعه بصوت جيد، لم يكن ذلك
كفيلًا لأن يصبح مطربًا، طالما لا يمتلك المال الكافي لذلك، فطرق جميع الأبواب
لكنها كانت مغلقة تمامًا، ولم يستجب أحدًا لطرقه، فُأجبر على العمل في عدة مهن
كثيرة منها الطباعة والنقاشة وغيرها، حتى سافر بعد ذلك إلى دولة ليبيا حتى يحسن من
وضعه المادي، وبالطبع ذلك كان بعدما تسببت حالته المادية كذلك في فقدانه للفتاة،
التي ظل يحبها طيلة فترة دراسته.
اقرأ أيضًا: أم
البطل تفوز دائمًا.. حكاية 4 أدوار صنعوا مكانة إنعام سالوسة في قلوبنا
بداية النجاح
ولكن لأن دائمًا هناك نور في نهاية طريق المجتهد، جاء
عام 2010 ليحقق فيه «أبو الليف» جميع طموحاته عبر ألبوم حمل اسم «كينج كونج» ضم
تسع أغنيات، جميعها كانت بتوقيع الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر، الذي كانت تربطه
علاقة صداقة جيدة بالمطرب، وقتها نجح هذا الألبوم نجاحًا فريدًا؛ لاختلاف أغنياته
من حيث طريقة الغناء، وكذلك المضمون عما كان يقدم في ذلك التوقيت.
ليس أكثر من فقاعة
ورغم أن البعض راهن وقتها أن هذا الألبوم ليس إلا فقاعة
نجاح في طريقها إلى الاختفاء، إلا أن «أبو الليف» استطاع بعده أن يقدم عدة أغنيات
حققت نجاحًا معقولًا هي الأخرى، وفي ذلك التوقيت كان يعمل على تحقيق حلم قلبه،
فتزوج من الفنانة المصرية علا رامي، وعاش معها برفقة ابنها الوحيد عمر خورشيد حياة
هادئة وسعيدة، قبل أن يعلنوا انفصالهما دون أن يصدر من أي طرف منهما التصريحات
المعتادة من الفنانين بعد الانفصال، ويتسابق كل منهما في توجيه السباب للآخر عبر
صفحات الجرائد والمجلات.
انفصال في هدوء تام
وما يعكس طبيعة العلاقة الجيدة حتى بعد الانفصال بين نجل
الفنانة المصرية وطليقها، كان «عمر» نفسه الذي ما كان ليدع مناسبة حتى يعبر فيها
عن احترامه لطليق والدته عبر حسابه الخاص بموقع «فيس بوك»، حتى بعد أن تزوج «أبو الليف» مرة أخرى، كان أول من تواجد في حفل زفاف نجل
طليقته على الفنانة ياسمين جيلاني، وظهروا جميعًا في بمختلف صور حفل الزفاف وكأنهم
أفراد عائلة واحدة يخيم عليها الانسجام والمودة.