فساتين سواريه وملابس بالمجان.. مبادرة «ندى» لمساعدة الفتيات: «زي أخواتي»
الشاعر الراحل جلال الدين الرومي، قال ذات
مرة بإن العطر يبقى دائما في اليد التي تُعطي الورد، وأقولها أنا الآن بإن اليد
التي اعتادت على فعل الخير والعطاء ومساعدة الغير، ستظل مُعطرة يفوح منها ومن
صاحبها رائحة طيبة كقلبه النقي، ونيته الصافية مثل السماء في صباح يوم ربيعي ملئت نسماته
العليلة كل أرجاء هذا الكون.
فالأفعال الخير حلاوة من نوع خاص لا يتذوقها
إلا من يقوم بها، ومن الممكن أن نسأل في ذلك «ندى»، التي أقدمت على مساعدة الفتيات
والنساء بفساتين زفاف وسواريه وملابس على أحدث موضة من دولابها الشخصي، حتى تتيح
لكل فتاة لا تستطيع أن تشتري ملابس مثل تلك فرصة إرتدائها خلال مناسباتها المختلفة،
في مبادرة طيبة منها نجحت من خلالها أن تدخل الفرحة والسرور على الكثير من الفتيات
والنساء.
مبادرة طيبة
ندى عصام الشافعي، تخرجت في كلية الآداب
شعبة الإعلام بجامعة عين شمس، بعد أن درست بها بقسم الإذاعة والتليفزيون لتبدأ بعد
ذلك رحلة ليست بالقصيرة في العمل بمجال إعداد البرامج، قبل أن تتجه إلى عالم
الموضة وتصبح فاشون بلوجر وفويس أوفر، وبدأت مبادرتها الطيبة تلك بعد أن لاحظت بأن
هناك فتيات كثر يرغبن في إرتداء ملابس مشابهة لإطلالتها التي تقوم بطرحها على
مواقع التواصل الاجتماعي بشكل دائم: «بيدخلوا يسألوني منين وكام، ولما بيعرفوا
السعر بيتراجعوا وبيقولوا كتير علينا، ففكرت ليه يبقى حد نفسه في حاجة يلبسها
وميعرفيشي عشان سعرها، هيحصل إيه يعني لو أديتها الطقم اللي نفسها فيه تلبسه
وترجعه تاني»، وفق ما ترويه «ندي» في حديثها مع «الفيتشر».
فساتين سواريه
مبادرة «ندى» لا تستهدف فقط الفتيات غير
المقتدرات، فهي تعلم جيدًا بأن هناك مواقف معينة توضع بها الفتيات بشكل مفاجىء
ويتطلب منها أن تظهر بأفضل حلة لها، وهو ما تحاول خريجة كلية الآداب أن تساعد فيه
أيضًا: «في بنات كتير حتى لو مقتدرين بس بيجي موقف مفاجىء زي مقابلة عريس أو
مقابلة شغل، وبعد ما يلفوا مبيلقوش اللي بيفكروا فيه أو يلاقوا الحاجة غالية
عليهم، ومن هنا جت فكرة دولابي هو دولابهم وقت ما يحبوا ياخدوا اللي يحتاجوه
يحضروا بيه مناسباتهم»، ولا يقتصر الأمر على الملابس فقط بل يشمل كذلك فساتين
السواريه التي تقوم بإعطائها للفتيات بدون أي مقابل أو إيجار: «والحمد لله ده كان
سبب في سعادة بنات كتير».
مبادرة «ندى» نالت تأييد كبير من معظم
متابعي حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لكن البعض تسائل لماذا لا
تتبرع بتلك الملابس لمن تحتاجها بدلًا من كل ذلك، وترى معدة البرامج السابقة بأنها
بتلك الطريقة تستطيع مساعدة عدد كبير من الفتيات وهذا ما تريده وتستهدفه بالأساس:
«ليه أفرح بنت واحدة بس بطقم معين، لما في إيدي أفرح بنات كتير، مش كل الأخوات
بيلبسوا لبس بعض أنا بعتبرهم أخواتي وبيلبسوا معايا في لبسي».
تعليق لا ينسى
«بسبب الطقم اللي نسقتيه ليا وأدتهوني،
اتخطبت بعد ما كنت فقدت الأمل ووصلت سن الـ 35 بدون ارتباط»، تلك كانت الكلمات
التي وصلت «البلوجر» من إحدى الفتيات التي تعاونت معها ضمن مبادرتها الخيرية،
والتي كانت سبب في سعادة كبيرة لدرجة جعلتها تبكي بعد أن وجدت مدى تأثير ما قامت
به على حياة فتاة أخرى مثلها: «ساعتها أنا عيطت وحسيت قد أيه يمكن للمسة بسيطة تبين
جمال الروح والشكل، وحمدت ربنا إني كنت سبب في فرحتها».
أحلام «ندى»
تتمنى الفتاة التي تقطن بمحافظة القاهرة، أن
تستطيع مساعدة أكبر عدد ممكن من الفتيات مثلها حتى يحققن أحلامهن: «حب الناس عندي
أهم من أي حاجة حتى من الفلوس، بفرح لما بحسن إني أثرت في شخص وفرحته»، ولهذا تعمل
خلال الفترة الحالية على تعميم فكرتها بشكل أكبر لتشمل كذلك ملابس الأطفال، حتى
تستطيع أن تساعد الأمهات بملابس تُسعد أطفالهن خلال المناسبات المختلفة: «من
أحلامي إني أعمل حاجة الناس تفتكرني بيها، لما أمشي وأسيب لهم ورث بسيط زي هدومي
اللي ممكن تساعد في حل أزمة وقتية»، وتلك هي وصية خريجة كلية الآداب التي اتفقت مع
أهلها أن تظل ملابسها بمختلف أشكالها وأنواعها متاحة أمام كل الفتيات التي
تحتاجها، بعد أن ترحل عن تلك الدنيا.