«حنان» رحلة 20 سنة مع الرسم على الخشب والجلود: «علمت نفسي»
امتلاك الشخص
للموهبة أمر هام لا شك في ذلك، لكن الأهم من ذلك بكل تأكيد، يتمثل في مدى إخلاص
هذا الشخص إلى موهبته بالشكل اللازم، وعمله الدائم من أجل المحافظة عليها
وتطويرها، وعدم الاكتفاء بها فقط معتقدًا بأنها جواز سفره نحو تحقق أحلامه، فالنجاح
لا يصل إليه الموهوب دون عمل شاق ممزوج بصبر وتحمل، والوصول إلى الأهداف يتطلب
معادلة مكونة من ثلاثة أضلاع لا يمكن الاستغناء عن أحدهم، بل يجب أن يتوفروا
جميعًا، ووقتها فقط بلوغ الأمنيات ليس إلا مسألة وقت، كما حدث في حكاية «حنان»
التي اجتهدت والتزمت الصبر ولم تكتفي بموهبتها فقط، فأصبحت واحدة من أهم فناني
الرسم على الخشب والجلود.
حنان عزت،
تخرجت في كلية التجارة، وتقطن بمحافظة الإسكندرية، وبدأت حكايتها مع الرسم بالحرق على
الخشب قبل أكثر من 20 عامًا: «علمت نفسي بنفسي وبدأت الرسم على الخشب بمكواة لحام القصدير
العادية»، وفق ما ترويه «حنان» في حديثها مع «الفيتشر».
مواقع التواصل
الاجتماعي
رحلة طويلة
خاضتها خريجة كلية التجارة مع الرسم على الخشب ومن بعد ذلك الرسم على الجلود، كان
لانتشار مواقع التواصل الاجتماعي دور هام في تطوير قدراتها الفنية المختلفة، إذ
مكنتها تلك المنصات من الإطلاع على الكثير من مشاهير هذه الفنون من الأجانب: «ومن
وقتها دخلت في تحدي مع نفسي عشان أطور من مستوايا ويعدي مستوى الأجانب»، ونجحت
بالفعل في ذلك وأصبحت مطلب رئيسي للمشاركة في الكثير من المعارض الفنية: «اشتركت
في معارض كثيرة في دار الأوبرا بالقاهرة، وقصر ثقافة الأنفوشي، والمركز الثقافي
الروسي»، كما وصلت أعمالها إلى عديد من الدول الخليجية.
اقرأ أيضًا: تابلوهات «فريد» الخشبية «جننت» الأجانب: «ليا متابعين في أوربا وأمريكا»
صناعة تحتاج
إلى رعاية الدولة
ورغم كل تلك
النجاحات التي استطاعت أن تحققها «حنان» على مستوى الرسم على الخشب والجلود، إلا
أنها عانت طول تلك الرحلة من مشاكل في تسويق أعمالها، ولهذا تتمنى بأن يكون هناك
تدخل من الدولة لرعاية كل فنون الهاند ميد المختلفة ومساعدة صانعيها في عمليات
التسويق بالأخص: «لابد من رعاية الدولة بشكل حقيقي لدعم كل مصنع يدوي لأنه السبيل
الوحيد لصناعة اقتصاد قوي، يرفع من مستوى صغار المصنعين»، كما ترى أن رجال الأعمال
يجب أن يكون لهم دور واضح أيضًا في مسألة دعم صغار الصناع بمختلف الحرف والفنون
اليدوية.