مهندس تفسير الأحلام.. «شريف» يرث مهنة والدته ويحلم بتغيير نظرة المجتمع إليها
كتبت: جهاد
طه رزق
عادة نشاهد
الابن يرث مهنة والده، إذ يرى فيه بطله في الحياة، فيحاول أن يسلك نفس دربه
وطريقه، حتى يصل إلى النجاح مثل أبيه، لكن قليلون هم من يفضلوا طريق الأم وليس الأب،
كما حدث في حكاية «شريف» الذي ورث مهنة والدته بتفسير الأحلام، واختار هذا الطريق
رغم تخرجه في كلية الهندسة، على أمل أن يستطيع تغيير مفاهيم الناس ونظرتهم نحو هذا
العمل، ولا يعتقدون أنه مجرد باب من أبواب الدجل والشعوذة.
شريف أشرف، ولد
بمحافظة الإسماعيلية، تميز بطفولة هادئة، بين أجواء أسرة أحبت البساطة والجمال، أردت
الأم أن تجعل من ابنها شابًا ينفع المجتمع بعلمه وبعمله، فقد رتبت له الأجواء السليمة
للطفولة بعيدة عن التكنولوجيا.
كان في مدرسته
يحبه المدرسين نظرًا لأنه الطالب المتفوق المجتهد، الذي يعلم طريقة جيدًا بعيدًا عن
الوصايا والنصائح التي تجعل الأطفال يكرهون الذهاب إلى المدرسة.
والده كان يعمل
تاجرًا فأراد أن يجعل ابنه يعتمد علي نفسه، فكان يأخذه معه للعمل، ففي السوق احتك
«شريف» بجميع الطبقات، فتعلم كيفية مواجهة العالم الخارجي في عمرًا مبكرًا.
وبعد ذلك تقدم «شريف» بالعمر وألتحق
بكلية الهندسة، فكان طالبًا متميزًا وهادئًا حتى تخرج، وألتحق بالجيش لخدمة وطنه الحبيب.
اقرأ
أيضًا: يونس نجيب في حديثه مع «الفيتشر»:
المثقف يجب أن يكون موسوعي المعرفة والحب نور نرى به الجمال من حولنا
علم تفسير
الأحلام
بدأ «شريف» في
تفسير الأحلام، في وقت مبكر من حياته، بعد أن تعلق بهذا العالم بسبب والدته مفسر الأحلام الشهيرة أحلام السيد، والتي كان يستمع إليها باستمرار، حتى وجد نفسه تعلم بكل سهولة جميع القواعد الأساسية المتبعة في تفسير الأحلام:
«علم تفسير الأحلام، هو علم مذكور في القرآن
الكريم، والسيرة النبوية، ولابد من وجود موهبة، لتوظيف دراسة أحوال الناس، عشان كدا صعب حد يقرأ وبعدين يفسر لازم الثقافة
مع موهبة تفسير الأحلام»، وفق ما يكشفه «شريف» في حديثه مع «الفيتشر».
اقرأ
أيضًا: بعد فوزه بمسابقة الإبداع وتطوير
الوعي.. الشاعر محمد خالد الشرقاوي في حديثه مع «الفيتشر»: ليس لدي مثل أعلى
هجوم غير مبرر
تعرض «شريف»،
لهجوم لم يكن في الاعتبار، بسبب اختلاط المفاهيم علي بعض الناس واعتقادهم بأن هناك
علاقة بين الدجل والشعوذة وتفسير الأحلام،
فأصبح لديه هدف في تلك الحياة أن يجعل الناس تنظر إلي تفسير الأحلام بطريقة مختلفة،
ومعه الأدلة والبراهين الكافية التي ثبتت أفكاره،«علم تفسير الأحلام لا توجد جامعة
تعلمه ولكن هناك المئات من الكتب التي تفسر الأحلام وتشرحها منذ العهود الأولي، وأيضًا
ظهرت رموز حديثه في العصر الحديث، لابد من آراء علماء الدين فيها، لنجد الأقرب لها
من حلول وتفسير» حسبما صرح «شريف» خلال حديثه مع موقع «الفيتشر».
فلسفته الخاصة
تتخلص بأن الله هو الرزاق الوهاب يعطينا علي قدر النوايا التي بداخلنا ولا يعطي البلاء
إلا علي قدر تحملنا، استنادًا للآيه الكريمة في قوله تعالي«لا يكلف الله نفسًا إلا
وسعها»، وأضاف جملة أخيره في حديثه مع «الفيتشر»: «أن رد فعلنا تجاه رؤيتنا هو مقدار
لفهمنا لأنفسنا»