جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

حكاية

ملاك الإسكندرية.. «إيمان» ترعى ٣٢ قطًا في منزلها:«أنقذتُ أكثر من ألف حيوان»

«إيمان» رفقة قططها

كتبت: دينا أحمد


في مدينة الإسكندرية، وبالتحديد بحي العجمي تقطن السيدة الجميلة «إيمان الشال» الشغوفة والمحبة للحيوانات الأليفة، والتي كرست حياتها من أجل إنقاذ الحيوانات الأليفة والاعتناء بها إقتداءً بوالدتها السيدة الرحيمة، التي اعتادت على إطعام القطط والكلاب في الشارع: «من شدة رحمة والدتي بالحيوانات كنا ساكنين جنب محل من محلات الدقيق، ومحلات الدقيق معروفة بتبقى مليانة فيران، والدتي عرفت إن في فار عجوز مش بيشوف بقت تخلينا نحطله أكل، وبقى يطلع ياكل ويرجع مكانه تاني»، وفق ما ترويه «إيمان» في حديثها مع «الفيتشر».

 

أنقذت «ملاك الحيوانات» فوق الألف حيوان على مدار حياتها ممن تعرضوا لحوادث شنيعة ومستعصية في الشوارع، فمنهم من تعرض للحرق، ومنهم تعرض لحادث سيارة، ومنهم من وضع له السم في الحليب من قبل أشخاص انعدمت في قلوبهم الرحمة، وكانت في كل مرة تتولى علاج الحيوانات الأليفة، ومن ثم تقدم على عرضهم للتبني وتبحث لهم عن مأوى ومسكن آمن يعوضهم عن ما لقوه من مصير سيء في الشارع، وتحميهم به من بطش البشر، وبعض الحيوانات كان يتم طلب تبنيهم منها من خارج مصر، فكانت تتأكد من وصول الحيوان الأليف إلي المطار بسلام، ومن ثم إلي بيته الجديد، والبعض منهم كانت ترفض إرسالهم للخارج: «في قطط رفضت اسفرهم برا، بسبب إن فيهم مرضى قلب وكلى وسنهم كبير، والأجانب عندهم سياسة الموت الرحيم، وماحدش هايتحمل يعتني بيهم زيي».

قطط
أما عن الحيوانات الأليفة التي يطلب تبنيها من هم مصريين، فكانت «إيمان» تضع شروطًا قاسية للتبني للتأكد من الحفاظ على سلامة الحيوان الأليف، فتذهب بنفسها لرؤية المنزل الذي سيسكنه الحيوان المُتبَنى لتتأكد من أن المنزل مناسب، وبأن أهله ميسوري الحال، وسيكونوا قادرين على تغطية مصاريف أكل وعلاج الحيوان الأليف.

زوج «إيمان»
اقرأ أيضًا: كابتن نور.. حكاية نجاح من عامل في جيم إلى صاحب مشروع تطوير طابور الجيش الميداني: «كنت بنام من غير عشا«

 

زوج «إيمان» يساعدها في إنقاذ الحيوانات


و لم تكن «إيمان» وحدها من تقبل على مساعدة وإنقاذ الحيوانات الأليفة فقد كان زوجها «سعيد» خير مُعيِن لها في هذا الأمر:«جوزى سعيد زيى وأكتر منى، بيبقى نازل شغله وفجأة يغير مساره خالص والاقيه جاي وجايب قط لقاه في الشارع متعور، أو مصاب، أو مغمى عليه، ونفضل باقي اليوم بقى نحاول نعالجه، ونوديه لدكتور».

 

نجل «إيمان»

«إيمان»: «ابني عبدالله اتربى في وسط القطط و بيتعامل على إنهم أخواته»


لم تنجب «إيمان» سوى ابنها الوحيد «عبدالله» الذي يبلغ من العمر ٤ سنوات، والذي ولد فوجد نفسه وسط حشد من الحيوانات الأليفة من القطط و الكلاب فأصبحوا بمثابة إخوة له، وقد اعتاد «عبدالله» الصغير أن يذهب مع «إيمان» لإطعام الحيوانات في الشارع، أو لإنقاذ بعض الحالات التى تحتاج إلي المساعدة بروحه البريئة المفعمة بالمحبة و الرحمة.


اقرأ أيضًا: متحف الأحياء البحرية.. مشروع تخرج «عبدالرحمن» لإنقاذ المحيطات من النفايات البلاستيكية

 

«إيمان»: «الناس مسمياني المجنونة»


لم تخلو حياة «ملاك الحيوانات» من الانتقادات، فبالرغم من العمل النبيل الذي تقوم به، إلا أن الناس كان يرونها في الغالب مجنونة، فما الذي يدفع أحدهم لأن ينفق من وقته، وجهده، وماله من أجل بعض الحيوانات الضالة؟:«كانوا الناس بيقولولي ما الفلوس الي بتضيعيها على الحيوانات دي، الناس الغلابة أولى بيها، وكنت بقولهم دى حاجة بيني و بين ربنا، والإنسان يقدر يقول أنا جعان، أنا عطشان، لكن الحيوانات غلابة مش هايقدروا يقولوا حاجة».

 

لا تؤذِ روحًا لا يسمع أنينها إلا الله


أرادت «ملاك الحيوانات» دائمًا أن تجعل العالم يلتفت لمعاناة تلك الحيوانات التى لا قدرة لها على الشكوى أو الاستغاثة، فإن لم تكن على قدر من الرحمة و الحب لتساعدهم فعلى الأقل لا تؤذهم، لا تحرقهم، لا تقتلهم.

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *