إبداع هندسة أسيوط.. طلاب يصنعون سيارة كهربائية تنافس بمسابقة عالمية: «هدفنا رفع اسم مصر»
على مدار التاريخ البشري استطاع المصريون
إبهار العالم بقدراتهم على فعل وصناعة كل شيء، فحتى ما كان يعتبره البعض مستحيل
نجحوا في تخطيه ولنا في هدم سد بارليف المنيع بالمياه عبرة وعظة.
وبعيدًا عن التاريخ وبنظرة على الحاضر نجد
مجموعة من طلبة كلية الهندسة بجامعة أسيوط، يسطرون صفحة جديدة من إبداعات
المصريون، وهذه المرة من خلال سيارة كهربائية بمواصفات متفردة انتهوا من تصميمها
وتنفيذها مؤخرًا، ويستعدون حاليًا للمنافسة على مسابقة عالمية تضم متسابقين آخرين
من أفضل جامعات العالم وأكثرهم تقدمًا، وفق ما يكشف عنه أحد صانعي هذا الإبداع
الطالب عاصم إبراهيم عضو فريق ASME Assiut Student Section المُصنع لتلك السيارة في حديثه مع «الفيتشر».
يستهدف طلاب هندسة أسيوط رفع اسم مصر بين
الدول المتقدمة
أهداف عدة يحاول فريق هندسة أسيوط تحقيقها من
خلال المشاركة في تلك المسابقة العالمية جعلتهم مجبرون على تخطي كل الصعوبات
والمعوقات التي واجهتهم، ويأتي في مقدمة تلك الأهداف محاولتهم المساعدة في نشر
استخدام الطاقة النظيفة المتجددة والحفاظ على البيئة وصحة الإنسان، ومن قبل ذلك
هدفهم في رفع اسم مصر وسط دول العالم المتقدم: «عايزين نقول لكل الناس إن المصريين
عندهم القدرة وعندهم العقول ومش بينقصنا بس غير الفرصة والتمويل الكافي».
اقرأ أيضًا: ما وراء النضارة..
محتوى «الشوربجي» لتبسيط العلوم: «بصحح اللي أنت فاكره صح»
سيارة كهربائية بوزن 50 كيلو جرام
الفريق الذي يضم حوالي 15 طالب وطالبة تكون
قبل حوالي 4 أعوام وبالتحديد بداية من عام 2018، وشارك في أكثر من مسابقة عالمية
قبل ذلك واستطاع أن يحقق بها مراكز متقدمة للغاية: «أخر مسابقة أخدنا فيها مركز
خامس على مستوى العالم وقدام امعات من أمريكا وتركيا وكندا، وقدرنا وقتها نصنع
روبوت بيشتغل بالماء».
المسابقة العالمية التي نجح فريق كلية هندسة
أسيوط في التأهل إليها تنظم بواسطة شركة shell العالمية وبهدف أن تحث العالم والبشر على
استخدام الطاقة النظيفة المتجددة مما سيساهم في عملية الحفاظ على البيئة: «كمان
بتهدف لتعليم وتمكين وتربية جيل جديد من الطلبة مؤمن بمبدأ الحفاظ على البيئة من
التلوث، ومتحمس للعمل على تشجيع الناس عليه»، حتى يساهم في نشر هذا المبدأ في
العالم أجمع.
المسابقة متاحة أمام جميع طلبة كلية الهندسة
بكل دول العالم للمشاركة بها، لكن الصعوبة تكمن في القدرة على تصنيع سيارة
بمواصفات تتماشى مع الشروط الموضوعة من قبل اللجنة المنظمة لتلك المسابقة
العالمية، إذ تشترط المسابقة أن تكون السيارة فائقة التوفير للطاقة وتستطيع أن
تقطع مسافة 30 كيلو متر باستخدام 1 كيلو وات فقط من الكهرباء، إضافة ألا يزيد وزن
السيارة عن 50 كيلو جرام، وإلى جانب أن تتمتع بتصميم انسيابي يمكنها من القدرة على
مقاومة الهواء ولا يقلل من سرعتها في قطع المسافات المختلفة.
اقرأ أيضًا: تابلوهات «فريد» الخشبية «جننت» الأجانب: «ليا متابعين في أوربا وأمريكا»
سيارة مصنوعة من الألومنيوم والفايبر جلاس
«عاصم» عضو فريق أزمي أسيوط شرح في حديثه مع
«الفيتشر» مواصفات سيارة طلبة كلية الهندسة، والتي تعتمد على موتور كهرباء وليس
موتور تقليدي يعتمد على السولار أو البنزين، ويتم تشغيل الموتور ببطاريات قابلة
لإعادة الشحن، أما المساحة التخزينية للبطارية فتصل إلى 1 كيلو وات في الساعة،
وشاسيه السيارة مصنوع من الأولومنيوم لكونه أكثرة قدرة على تحمل أوزان أعلى من
الحديد العادي، أما الجسم نفسه فمصنوع من مادة الفايبر جلاس لأنه يمتاز بوزن خفيف
وسهولة في التشكيل: «وكل الحاجات دي كان لازم نعملها عشان تتناسب السيارة مع
اشتراطات المسابقة».
احتاج طلاب هندسة لشهور ليصنعوا سيارتهم
المتفردة
مع بداية العام الدراسي الحالي الذي أوشك على
الانتهاء كانت بداية فريق هندسة أسيوط مع عمليات تصميم سيارتهم الكهربائية:
«وبعدها عملنا بريزنتيشن ونجحنا في التأهل لمرحلة التصنيع ضمن 50 فريق على مستوى
العالم»، ومن بعدها بدأ الفريق في مرحلة التصنيع بداية من شهر أكتوبر الماضي، حتى
نجحوا مؤخرًا في الانتهاء من كل مراحل تصنيع سيارتهم، لكن قبل ذلك أجبروا على تخطي
الكثير من الصعوبات خاصة أن غالبية أعضاء الفريق من محافظات الصعيد المختلفة، التي
لم يكن يتوفر بها كل الموارد التي اعتمدوا عليها في صناعة سيارتهم: «سافرنا
القاهرة أكثر من مرة عشان نجيب خامات ونصنع حاجات لأن أغلب الخامات مش متاحة في
أسيوط، ودا كان مشقة كبيرة علينا، لكن الحمد لله قدرنا نحقق اللي كنا عاوزينه
والسيارة جهزت في الوقت المناسب».
أسماء الفريق المُصنع والمُصمم للسيارة
طه خالد صالح سعيد
محمد سلامه حسين محروس
إسراء حسين علي محمود
نيزار إبراهيم محمد إبراهيم
عاصم إبراهيم حسن احمد
محمد محمود عبده محمد
سامر سلطان شوقي سلطان
مصطفي محمد احمد علم الدين
مصطفي محمود كمال
محمد أسامة حفني