اسم على مسمى.. «نصرة» تنتصر على ضمور العضلات وتحقق حلمها في التعليم الجامعي
قبل 25 عام حين كان يفكر والد ووالدة «نصرة» في
الاسم الذي سيطلقونه على ابنتهما، يبدو أنهم كانوا يعلمان جيدًا بقدرة تلك الفتاة
الصغيرة على تحقيق المعجزات والانتصار على مرضها ضمور العضلات، وأنها ستنال حظها
من النجاحات الكثيرة والأحلام الوردية، رغم العقبات الصعبة التي تطلبت منها مجهود
مضاعف وخارق لتصل إلى حلمها في الالتحاق بالجامعة مثل غيرها من الفتيات، لتصبح بحق
اسم على مسمى.
نصرة المغربي، الطالبة بكلية التجارة جامعة
الإسكندرية، التي تحدت مرضها ضمور العضلات المولودة به وإعاقتها الحركية إضافة إلى كل المعوقات
التي وقفت في طريقها نحو التعليم الجامعي، حتى تصل إلى هذا الحلم وهي في سن الـ 25
عام بعد رحلة طويلة من الكفاح والإلهام لكل من يعرفها، ولا تتكفي بذلك بل تنجح
أيضًا في الاستقلال المادي وتضمن لنفسها عمل جيد في التسويق الإلكتروني، وفق ما
ترويه «نصرة» في حديثها مع «الفيتشر».
الملهمة نصرة المغربي
الفتاة التي تقطن بمنطقة اللبان بمحافظة
الإسكندرية، بدأت رحلة كفاحها في تحقيق حلمها بالتعليم الجامعي، حين كانت طفلة في
عمر الـ 11 عام، تتمنى أن تلتحق بالمدرسة مثل غالبية الفتيات في عمرها، غير مكترثة
بوضعها الصحي المختلف ولا يشغل بالها سوى حلمها وأن تحقق ذاتها مثل الجميع بعد أن
خاضت معركة طويلة من العمليات الجراحية: «كنت بجيب كتب ابتدائي وأذاكر في البيت،
بدعم وتشجيع بنت خالتي اللي كانت بتساعدني في الكتابة».
وبعد أن أنهت المرحلة الابتدائية لم تكتفي
بذلك، فبعد سعي وبحث عرفت أنه هناك ما يسمى بهيئة تعليم الكبار تابعة لوزارة
التربية والتعليم يمكن من خلالها أن تخضع لامتحانات وتحصل على شهادة تمكنها من
استكمال تعليمها: «وفعلًا قدمت وامتحنت ونجحت»، لتبدأ رحلة إعجازية أخرى مع
التعليم كانت تستخدم فيها فمها لتكمل تعليمها: «كنت كل سنة بمضي إقرار على نفسي
إني بكتب ببوقي ومش محتاجة لحد يساعدني في لجان الامتحانات».
اقرأ أيضًا: »منة» موهبة غنائية من اكتشاف والدتها: «بحلم صوتي يوصل
لكل الناس«
كرسي متحرك
وبفضل كفاح «نصرة» وعدم استسلامها وحرصها على
استكمال مشوارها التعليمي، نحجت في فرض تطبيق نظام تعليم المنازل في أكثر من مدرسة
بمحافظة الإسكندرية، وهو ما ساعدها في استكمال المرحلة الإعدادية وكذلك إنهائها
للثانوي التجاري والمعادلة التي مكنتها من الالتحاق بكلية التجارة جامعة
الإسكندرية، كما نجحت كذلك في التخلي عن الكرسي المتحرك وهو ما تراه الإنجاز
الأصعب في رحلتها الملهمة حتى الآن، والتي تدرك فيها جيدًا قيمة كل ما قدمه والدها
ووالدتها إليها خلالها: «أبويا وأمي تعبوا معايا كتير، وكل كلام الشكر مش هيوفيهم
حقهم».