بطل من فولاذ.. «عبدالرحمن» يواجه الشلل الدماغي وضمور العضلات بالرياضة
من يعتقد بأن زمن المعجزات قد انتهى،
أظن من الواجب عليه زيارة مدينة الإسكندرية
قبل أن يسلم بذلك المعتقد، وحتى تتاح له فرصة التعرف أولًا على «عبدالرحمن» البطل الذي
صُنع من فولاذ، ونجح في تحقيق معجزة جديدة على أرض الواقع، تحدى فيها الشلل الدماغي
وضمور العضلات، ووصل إلى هدفه المتمثل في أن يصبح لاعب كمال أجسام يتمتع بجسد
يضاهي الكثير من مشاهير تلك الرياضة والألعاب الأخرى، لدرجة تجعل المحيطين به
يشبهون جسده وعضلاته بفورمة البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب نادي مانشستر
يونايتد الإنجليزي، وكل ذلك بفضل عزيمته القوية والنادرة واجتهاده ومثابرته، ومساعدة
ودعم وتشجيع «محمد» زوج شقيقته ومدربه في نفس الوقت، حتى أصبح تواجده على منصات
بطولات كمال الأجسام أمر دائم ومستمر، وتكريمه عادة يحرص عليها كل منظمي تلك
البطولات في مصر.
البطل الفولاذي صاحب المعجزة الحقيقية،
يدعى عبدالرحمن خلف بدر أحمد، يبلغ من العمر حاليًا 21 عام، ويقطن بمحافظة الإسكندرية،
وصاحب رحلة كفاح طويلة مع العديد من الأمراض التي وّلد بها بداية من الشلل الدماغي
ومرورًا بضمور العضلات، إلى جانب عدة مشاكل صحية أخرى، كانت السبب في افقداه
القدرة على الحركة أو حتى الكلام والتعبير عن احتياجاته المختلفة، وفق ما يرويه
مدربه وزوج شقيقة «عبدالرحمن» في حديثه مع «الفيتشر».
6 عمليات جراحية
لم يتمكن الشاب الإسكندراني من القدرة
على الحركة بشكل محدود إلا بعد أن خاض رحلة طويلة من العلاجات والعمليات الجراحية،
كانت والدته مرافقته الدائمة له خلالها: «أول عملية عملها كانت تطويل وتر من رجله
لمركز الأعصاب»، قبل أن يمر بسلسلة عمليات جراحية أخرى بالمخ والنخاع الشوكي
والعمود الفقري.
وبعد كل تلك الرحلة الصعبة تمكن «عبدالرحمن»
من الحركة لأول مرة، ومن هنا بدأت رحلته مع عالم كمال الأجسام، الذي تعرف عليه
بفضل زوج شقيقته محمد عبدالعال الشهير بـ «زلابية»، حين كان يشاهده وهو يتمرن بشكل مستمر: «كنت بتمرن قدامه وكان
بيشوف جسمي وعضلاتي وده حببه في الموضوع أوي، لدرجة في مرة لقيته بيمسك الدنبل
بتاعي وبيحاول يتمرن بيه».
رحلة بطل من ذوي الهمم
تلك الحركة كانت كافية لزوج شقيقته
ليبدأ مع «عبدالرحمن» رحلة صناعة بطل من ذوي الهمم غير اعتيادية على الإطلاق، تطلبت في البداية
صبر يتبعه عمل كثيف، لكن النتائج السريعة كانت عامل محفز كبير للاعب ولمدربه: «لما
نزل يتمرن في الجيم، بدأ جسمه يشد وعضلاته تظهر»، وهو ما ألهم مدرب «عبدالرحمن»
على إشراكه في عدة منافسات وبطولات، استطاع خلالها اللاعب أن يحقق مراكز متقدمه
وتصدر الكثير منها، ونال حظه من التكريمات بمختلف تلك البطولات.