رسامة الكرسي المتحرك.. «جيهان» تتحدى الإعاقة بالفن: «بحلم بمنزل فيه مرسم»
كتب: محمد خاطر
«بشتري أدوات الرسم من معاش تكافل وكرامة»، كلمات بسيطة وتلقائية خرجت من «جيهان»، حين بدأت الحديث عن حكايتها مع الرسم، لكن رغم بساطتها، إلا أنها كانت كافية لتكشف بكل سهولة مدى الحب الذي يكمن في قلب تلك الفتاه تجاه هذا الفن، لدرجة تجعلها تتخلى عن جزء ليس بالقليل من معاشها ومصدر الدخل الوحيد لها، حتى تمارس شغفها وكأنه أحد أساسيات الحياة بالنسبة له وفي نفس مرتبة الطعام والشراب والهواء بالنسبة لها، أو بالأدق كل ما سبق يأتي في المرتبة الثانية بعد الرسم.
جيهان سيدهم، رسامة وفنانة تشكيلية، تقطن بقرية نوي
التابعب لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، من ذوي القدرات الخاصة، بسبب شلل
الأطفال الذي أجبرها على الكرسي المتحرك طوال حياتها وحتى الآن، وتعرفت على عالم
الرسم منذ أن كانت طفلة: «كنت بحب ارسم عيون الناس وشوشها، وبعدين علمت نفسي بنفسي
لحد ما بقيت برسم لوحات وبورتريهات كاملة»، كما تحكي «جيهان»، في حديثها مع
الفيتشر.
تعلمت القراءة والكتابة بالكُتّاب
إعاقة «جيهان» الحركية منعتها من الإلتحاق بالمدراس وأن
تتعلم مثل باقي زميلاتها من أبناء جيلها، لكن الكُتّاب كان كفيل بتعليمها القراءة
والكتابة، خلال الفترة التي استطاعت أن تحفظ خلالها 15 جزء من القرآن الكريم.
وإذ كانت الإعاقة منعتها من المدراس، لكنها لم تستطيع أن
تمنعها أو تقف عائق أمام حبها الكبير للرسم، الذي مكنها من إنتاج عشرات اللوحات
والرسومات الفنية، بعد أن وجدت فيه السلاح الذي ضمن لها الفوز في حربها مع
الإعاقة: «الرسم خلاني أحس بأهميتي في الحياة، وإني قادرة أعمل حاجة مفيدة زي كل
الناس».
حلم بسيط
تعيش «جيهان» على معاش تكافل وكرامة التي توفره لها
وزارة التضامن الإجتماعي، ورغم ذلك حبها للرسم يجلعها تخصص جزء منه لشراء أدوات
الرسم التي تحتاجها: «برسم بأقل الأدوات فحم ورصاص وألوان زيت»، ورغم ذلك صنعت
الكثير من اللوحات الفنية ذات القيمة الكبيرة، والتي كرمت عليها في أكثر من مسابقة
تتبع وزارة الشباب والرياضة قبل ذلك.
ومثل حياتها البسيطة، تملك «جيهان» بي ضلوعها حلم بسيط
متمثل في منزل خاص بها تخصص فيه جزء كمرسم لها، حتى تعيش فيه وفي نفس الوقت تُبدع
في رسم الكثير من اللوحات الفنية مستقبلًا.