سيدة الجدعنة.. رغم الإعاقة «محروسة» تعول زوجها المريض وأبنائها: «نفسي أعلمهم كويس»
ساعات قليلة ويحتفل العالم أجمع بعيد الأم الموافق 21 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يعتبر شهادة واعتراف من هذا العالم بأهمية كل أم ودورها الكبير في تلك الحياة، وبالتزامن مع ذلك يحتفل «الفيتشر» بواحدة من أكثر الأمهات المصرية كفاحًا خلال السنوات الأخيرة، والحديث هنا عن «الست محروسة»، التي تعاني من إعاقة حركية أجبرتها على الكرسي المتحرك، ورغم ذلك هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن أسرتها بالكامل سواء طفليها أو زوجها، منذ أن هاجمتها عدة أمراض مختلفة جعلته غير قادر على العمل، لتستحق بجدارة لقب «سيدة الجدعنة» وتسهل علينا منحها تاج الأم المثالية عن هذا العام.
محروسة سالم، زوجة وأم لطفل وطفلة، تبلغ من العمر 40
عام، وتقطن بأحد أحياء مدينة نصر، وكانت تسير حياتها بشكل طبيعي، دورها يقتصر فقط
على إعداد الطعام لأسرتها والاهتمام بأفرادها، والتي كانت تقوم به على أكمل وجه،
رغم إعاقتها الحركية، ولكن كل ذلك تبدل بعد أن هاجم المرض زوجها: «جاله سكر وضغط،
وبعدين أصيب بصرع وزهايمر، وكمان في مشاكل بالكبد»، وهو ما أجبره على المكوث في
المنزل بعدما أصبح غير قادر على العمل، وفق ما ترويه «محروسة»، في حديثها مع
«الفيتشر».
وبسبب كل ذلك، وجدت الزوجة نفسها مجبرة على الاختيار بين
أن تتسول حتى تنفق على زوجها وطفليها، أو أن تبحث عن عمل يكفل لهما جميعًا حياة
كريمة، واختارت الأم الخيار الأصعب: «كان لازم أقف في ضهر جوزي وأربي عيالي
بالحلال مش بالتسول»، وبالفعل بدأت في العمل كـ «دليفري» على تروسيكل تشتري من
خلاله طلبات المنازل المختلفة من الأسواق، وتذهب بها إلى السيدات من جيرانها
بالمنطقة التي تقطن بها.
ورغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهها «محروسة» يوميًا،
إلا أنها مواصلة في سعيها من أجل أن توفر كل ما تحتاجه أسرتها، تقابل كل ذلك برضا
وابتسامة تزيد ملامح وجهّا جمالًا وإشراقًا، وكأنها تقول لتلك الظروف الصعبة، أنا
الأم التي استطاعت أن تتغلب عليكي وستواصل طريقها، حتى تحقق أحلامها وأمنياتها:
«نفسي أعلم ولادي كويس وجمب علامهم يتعلموا مهن وحرف تساعدهم على الحياة، ونفسي
أزور الكعبة المشرفة وأعمل عمرة».