«طبق فاكهة بـ 5 جنيه».. مشروع «شريف» يهزم الإعاقة: «فخور بنفسي»
«تخيل كدا صنايعي كهرباء لأكثر من
8 سنين بين شغل الصبح ومحل بالليل، مش بيقعد في البيت وفجأة بقى مُجبر يفضل في
سريره ليل ونهار، لمدة 6 سنين لا حركة ولا تعامل مع الناس، لأن النزول من البيت
صعب، المشي بالكرسي في الشارع أصعب، غير
نظرة الناس ليا بشفقة كانت بتدمرني، بس كان لازم أواجه كل ده وأعمل مشروع اتسند
عليه من تاني بدل رجلي اللي مبقتيش شيلاني من بعد الحادثة»، كلمات قالها «شريف» بدون
إعداد أو تفكير، سؤالنا له فقط عن السبب الذي دفعه لعمل مشروع لبيع أطباق من
الفاكهة المختلفة مقابل 5 جنيهات فقط، كان كافيًا لتخرج من قلبه قبل فمه كل تلك
الكلمات الممزوجة بالأسى على الحال الذي وصل إليه، وفي نفس الوقت مليئة بالتحدي
والإصرار على صناعة ملامح مستقبله دون مساعدة من أحد.
شريف أشرف، خريج حاسب آلي وعمل
لسنوات طويل كـ «كهربائي تركيبات»، قبل أن يتعرض لحادثة في عام 2013، خرج منها
يعاني من شلل نصفي وفي حاجة دائما لكرسي متحرك حتى يساعده على التنقل بين أي مكان حتى
لو كان الحمام المجاور لحجرة بمنزله الكائن بمدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة
البحيرة، وفق ما يرويه الشاب صاحب الـ 33 عامًا في حديثه مع «الفيتشر».
8 سنوات
احتاج ابن محافظة البحيرة لسنوات
طويلة بين علاج طبيعي وزيارات للأطباء المختصون بمثل إصابته حتى يستطيع أن يتجاوز
حادثته ومن قبلها أن يتجاوز مخاوفه من مواجهة الناس من جديد بعدما دمرته نظرات
الشفقة على المستوى النفسي، فبدأ بعدة مشاريع أون لاين لكن جميعها كان الفشل
مصيرها، حتى تعرف من خلال منشور على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على فكرة
مشروع «طبق الفاكهة بـ 5 جنيه»: «خدت الفكرة وطورتها وجهزت عربية صغيرة أبيع عليها
الفاكهة، وكمان ابن خالي كان شغال في الوكالة وساعدني كتير في عمليات الشراء
والبيع والتغليف»، وكل ذلك كان قبل شهر رمضان المبارك المنقضي بحوالي 60 يوم، ليصل
عمر مشروع «شريف» إلى ثلاثة أشهر حتى الآن: «وإن شاء الله مكمل فيه وهطوره
وأكبره».
نظرة الناس اختلفت
من أكثر الصعوبات التي واجهت الشاب العشريني كانت نظرة الشفقة التي يراها في عيون الناس تجاهه بعد الحادثة، لكن بمشروعه هذا نجح في تحويل تلك النظرة إى إعجاب بقدراته وسعيه وكفاحه: «الناس بقت شايفاني أحسن من شباب كتير قاعدة على القهوة»، وعلى الرغم من أن مشروعه لا يحقق الربح المادي الوفير بالنسبة له، لكنه وجد فيه الأمل الذي أعاده للحياة من جديد وجعله ينظر إلى نفسه بفخر كما اعتاد قبل الحادثة، ولهذا يأمل بأن يتمكن من أن يوسع مشروعه بشكل أكبر ويحصل على مكان آمن في الشارع لعربته الصغيرة بعيدًا عن أي مضايقات، حتى يستطيع أن يحقق حلم والدته ويتزوج ويكون أسرة صالحة ونافعة للمجتمع: «نفسي أفرح أمي لأن عيناها طالعة معايا».
كما يأمل أن يوفر له أحد مسؤولي
الحكومة محل صغير حتى يحميه ذلك من الوقوف في الشارع، إضافة إلى وحدة سكنية بأي عمارة
شرط أن تكون بالطابق الأرضي: «نفسي في شقة بدور أرضي أسكن فيها عشان أريح صحابي من
أنهم يشيلوني وأنا طالع بيتي وكمان وأنا نازل».