مبادئ التربية الإيجابية.. محتوى «الزهراء» لإنقاذ الأطفال من الأمراض النفسية
كتب: محمد خاطر
«اللذة التي تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذهب، ولا شرف النسب، ولا علو المنصب، وإنما هي أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم»، هكذا قالها الفقيه المصري الراحل قاسم أمين، قبل سنوات طويلة ليؤكد بأن أثر الإنسان أفضل بكثير من كل شيء في تلك الحياة وحتى ولو كان حيازة الذهب والأموال الطائلة، وهو ما تحاول تطبيقه «الزهراء»، التي فضلت أن تقدم للناس محتوى نافع عبر سلسلة فيديوهات تتحدث عن مبادئ التربية الإيجابية، على أمل أن يساعد ذلك كلا من الآباء والأمهات في تربية ابنائهم وإنقاذهم من أي أمراض أو مشاكل نفسية.
الزهراء درويش، طالبة بكلية
الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وتقطن بمحافظة القاهرة، وتعمل مُعلمة تأسيس
الأطفال من سن الروضة وحتى نهاية المرحلة الإبتدائية، إضافة إلى عملها كمُحفظة
قرآن كريم أيضًا، وبدأت منذ فترة ليست بالقصيرة في تقديم محتوى مرئي ومسموع عن
مبادئ التربية الإيجابية تستهدف من خلالها الحث على المساعدة في نشأة الأطفال
بتربية سويّة سليمة وإيجابية وإسلامية مُتحضرة، كما تكشف «الزهراء» في حديثها مع
«الفيتشر».
وتبرر الطالبة بكلية الآداب إقدامها
على تلك الخطوة، بأنها اكتسبت خبرة كافية من خلال عملها بمجال التدريس، الذي أتاح
لهم فرصة التعامل مع الأطفال حتى سن 13 عام بشكل مباشر: «ونادرًا لما كنت بقابل
طفل سوي خالي من العُقد والأمراض النفسية»، فحاولت في البداية التواصل مع أولياء
الأمور وتقديم النصيحة اللازمة لهم كي يربوا أطفالهم بالشكل الصحيح، لكن لم يستجيب
إليها الكثيرين، فبدأت اللجوء إلى تقديم محتوى مكتوب من خلال الكُتب والروايات
التي قامت بتأليفها.
أضرار التربية السلبية على
الأطفال
ولأن «الزهراء» تريد أن تصل
بالمحتوى الذي تقدمه إلى أكبر عدد ممكن من الناس حتى يزداد النفع به، لم تكتفي
بتقديمه في شكل روايات وكُتب، بل عملت أيضًا على تقديمه في شكل محتوى مرئي ومسموع:
«لإيصال الفائدة لأكبر عدد من الآباء والأمهات والمُربين بشكل عام، لأن ما بُني
على باطل فهو باطل والعكس صحيح»، مُحذرة من الاعتماد على التربية السلبية أو
تطبيقها على نشأة الأطفال، لأنها لا تُخلّف ورائها سوى الشعور المكبوت بالظلم
والقهر، كما أن التراكمات التي تنتج عنها
تخلق بداخل الأطفال وحوشًا عنيفة، ولهذا قالت لنفسها: «لن أنتظر ميلاد الوَحْش
لأُرَوّضه!! فلابد أن أسير بمبدأ الوقاية خير من العلاج، ونمنع الكارثة قدر
المستطاع».
اقرأ أيضًا: «زوروا كل مكان
في مصر».. مبادرة «هالة» لتنشيط السياحة الداخلية: «بلدنا حلوة وأكبر من قلعة وهرم»
حلم الوصول إلى كل الوطن العربي
الصعوبة الوحيدة التي تواجه طالبة
كلية الآداب في طريقها لنقش بصمتها الخاصة في صفوف الآباء والأمهات، تتمثل في أن
درجة استجابة الجميع للنصح متفاوته فهناك عدد من الناس لا يستمعون إلى تلك النصائح
من الأساس ولا يحرصون على العمل بها، لكن هذا الأمر لا يصيب «الزهراء» بأي نوع من
الاحباط، بل يدفعها نحو تقديم الأفصل دائما، لأنه تؤمن بأن استجابة شخص واحد فقط وتطبيقه لما تقوله في تربية أبنائه، ومشاهدتها
لنتائج ذلك على أطفاله يكفيها، حالمة بأن تسطيتع الوصول إلى كل الآباء والأمهات في
مختلف دول الوطن العربي، بالمحتوى الذي تقدمه لتحقيق أكبر فدر ممكن من الفائدة
المجتمعية وحتى تتحق وقاية الأطفال من التنشئة الجافة الحادة التي تزرع بداخلهم
قسوة غير مبررة على أبنائهم والجميع في المستقبل.