بإمكانيات محدودة.. طالبة طب تبدع في تصوير الطعام: «بحبه أوي»
قيمة المبدع الحقيقية تكمن في قدرته على الإنتاج دون الحاجة إلى إمكانيات هائلة أو ضخمة،،صحيح توافرها يساعده في إظهار
إبداعه بشكل كبر وتحسين جودة منتجاته، لكنها في النهاية لا تقف كعائق يمنع إبداعه
أو يخفيه، فأقل الموارد والحد الأدني منها كافيًا ليظهر للجميع حجم قدراته على الإبداع، هو ما يتضح بشكل كبير في حكاية بطلتنا اليوم، التي استطاعت أن تتنج أكثر
من 300 صورة احترافية لعدد من وصفات الطعام المختلفة، باستخدام كاميرا هاتفها
الجوال فقط مع الاعتماد على بعض المكونات المتواجدة بمنزلها.
والحديث هنا عن صفية إبراهيم حسن، الطالبة
بكلية الطب البشري، وتقطن بمحافظة المنيا، والتي تهوى إعداد الطعام وتصويره،
ونجحت في تطوير قدراتها بعالم التصوير رغم محدودية الأدوات المتاحة أمامها
لاستخدامها: «ومن وأنا صغيرة وكنت بحب أدخل المطبخ مع ماما، وأجرب أعمل أكل مختلف،
لكن لما كبرت اكتشفت إني بميل لأكلات معينة وبحب اخترع حاجات جديدة وأقدمها بشكل
شيك وجميل»، وفق ما ترويه «صفية» في حديثها مع «الفيتشر».
صفحة على انستجرام
واستمرت طالبة كلية الطب على هذا المنول، حتى
قررت إنشاء صفحة على تطبيق تبادل الصور الشهير «انستجرام» لتعرض عليها صور وصفاتها
وأكلاتها أمام الجميع، لكنها من البداية وكانت ترغب في تقديم ذلك بشكل احترافي:
«وقتها حد رشحلي كورسات أون لاين عن فن التصوير وبدأت أشوفها وأتعلم منها وأنفذها،
باستخدام كاميرا الموبايل وبعتمد حرفيا على أي حاجة ممكن الاقيها حواليا في البيت
واستخدمها في الاستايلنج بتاع الصورة، سواء لبس أو انتيكات أو غيره»، فالأهم هنا
كانت محاولتها الدائمة في تطويع كل ذلك لإكمال مكونات الصورة الاحترافية التي ترغب
في إنتاجها.
300 صورة
وبعد محاولات كثيرة مصاحبة بسعي دائم منها في
تطوير قدراتها في التصوير، نجحت «صفية» في إنتاج 300 صورة حتى الآن راضية عنهم
بشكل تام، إضافة إلى مئات المحاولات الأخرى التي تقوم بها بعد أن تتخيل وترسم في
ذهنها كيف سيكون شكل صورتها، ثم تشرع في عملية التنفيذ على أمل أن تكون النتجية
مطابقة للوحة التي رسمتها في مخيلتها قبل البداية.
وتحاول صاحبة الـ 23 عام، أن تقدم رسالة من
خلال تصوير للطعام، قائمة على حبها في المطبخ بشكل عام، ومفادها بأن كل وصفة وأكلة لها حكاية مختلفة داعية الجميع
لمحاولة التفنن في إظهار الجمال والمتعة البصرية للطعام الذي يقومون بإعداده: «وفي
نفس الوقت بحب أن الصورة تنقل اللي يشوفها مشاعر مختلفة سواء دفء أو انتعاش أو
نوستالجيا، لأني مؤمنة إن في قصة ورا كل صورة»، ولهذا تحلم «صفية» أن تمتلك في
المستقبل مطعمها الخاص الذي ستقدم فيها أشهى الأكلات والوصفات ولكن بمنظورها
الخاص: «الناس هتيجي تتمتع بطعم الأكل وشكله».