مواهب «الفيتشر».. «مارينا» ممثلة شابة قادمة من زمن الفن الأصيل
كتبت: جهاد طه رزق
حين تقع عيناك عليها للوهلة الأولى، ستظن وأن
الممثلة الراحلة فاتن حمامة بعثت من جديد، إذ تتشابه معها في الملامح الهادئة
المريحة للعين ذات الطابع الجمالي المصري الأصيل، وبمجرد أن تشاهد أداءها على
المسرح سيتأكد لك هذا التشيه بكل سهولة، والحديث هنا عن، مارينا عبد المسيح رياض،
الممثلة الشابة صاحبة الموهبة الواضحة للجميع لدرجة تجعلك تشعر بأنها قادمة من
أفلام الأبيض الأسود وزمن الفن الأصيل.
«مارينا» ابنة محافظة بني سويف، مواليد
عام 2002، ونشأت بين أسرة مثقفة ومتعلمة، تميزت طفولتها بالهدوء والخجل من الأخريين،
إلا بعض جيرانها التي كانت تفضل المكوث بجوارهم واللعب معهم، وشريكتها الأولى في رحلتها
أختها وصديقتها التوأم مادونا، وأضافت مارينا خلال حديثها مع منصة «الفيتشر»:
«كنت ألعب في الشارع مع أقراني من جيراني وأختي مادونا كنت ألعب جميع الألعاب الثلث
طوبات ، صيد السمك، ماسكة الملك، والكثير والكثير من الألعاب التي كنت أعشق ممارستها
مع القليل من أصدقائي».
بدأت «مارينا» رحلة التمثيل حينما سمعت بورشة
«أبدأ حلمك»، هذه الورشة التي ضمت العديد من النجوم الفنية القادمة، فكانت تلك الورشة
بدعم وزارة الثقافة، والذي دعمها في تلك الفترة صديقتها «ريهام» التي ظلت معها خلال
عام ونصف من البروفات سويًا، حتى شاركت في أول عرض مسرحي لها وهي مسرحية «أحدب نوتردام»
وكانت أول بطولة لها، حيث قامت بتمثيل الغجرية، ساعدها كثيرًا المخرج الكبير أحمد البنهاوي
الذي اكتشفت موهبتها وقام بتقديمها في تلك المسرحية.
التمثيل المسرحي لم يكن السبيل الأول لها لدخول
الفن، فـ «مارينا» تعشق رياضة الجمباز منذ صغرها، وحصلت على الكثير من الشهادات التقدير
في تلك الرياضة، بالإضافة إلى الكرة الطائرة التي وصفتها بلعبتها المفضلة، فمارينا
هي حبيبة خشب المسرح، وصديقة الجمباز، وزميلة الكرة الطائرة، وفي مجال وضعت قدميه أثبت
وبتفوق أنها قادرة على الحصول العديد من الشهادات التقدير، ولفت أنظار رواد تلك المجالات
لها.
الثلاثي الملتصق
حينما دخلت «مارينا» عالم التمثيل تعرفت على صديقتيها
إسراء سيد ومرثا، وأصبحوا الثلاثي الملتصق فكان معظم الوقت يقضونه سويًا، ما بين التسامر
والقص فيما بينهم، أو في بروفات وتدريبات الورشة، ظلوا معًا حتى نهاية الورشة، فلقد
أحبهم البعض عند رؤيتهم سويًا، فكانوا يشعون بالمكان البهجة والسرور.
جويد نجم الدين ملك المسرح كما يلقبه بعض أقرانه،
والذي تحدثت عنه منصة «الفيتشر» من قبل، كان له دور هام في تقديم «مارينا»
لمنتخب مسرح جامعة بني سويف فقدمها في مسرحية «زي كل الحكايات»، وذلك كان ثانيا عرض
مسرحي تشارك فيه مارينا.
أقرأ أيضًا: عاشق على خشبة
المسرح.. «جويد» ترك الطب من أجل الفن: «المكان الوحيد اللي بلاقي نفسي فيه»
وليد محمد حسين وهو أيضًا أحد أبطال منصة «الفيتشر»
، ممثل ومخرج، بالإضافة أنه أحد أعمدة قصر الثقافة كمصمم سينوغرافية، وقالت
«مارينا» عنه: «حقًا كان داعمًا، لم يتأخر عني قط، فقد مدني بالعلم والدعم النفسي،
حتى أصبحت الآن لا أخشى خشبة المسرح، و السبب الأول والأخير لنجاح وليد هو إخلاصه في
عمله».
العرض المسرحي «الدبلة»
محمد عصام وهو أحد طلاب المعهد العالي الفنون
المسرحية، قدمها للاشتراك في ذلك العرض فكان يحرص على تدريبها على بعض التقنيات الفنية
التي تجعلها تتقن ذلك المجال سريعًا، حيث كان «عصام» هو المخرج لذلك العرض، بالإضافة
إلى عبد الرحمن أشرف الذي قدمه أيضًا عصام في ذلك العرض، فهو أحد الساعين في ذلك المجال.
دور المخرج السعيد المنسي في تقديم «مارينا»
السنة الثانية لها في كلية الآداب، قسم المسرح
ودراما، قررت «مارينا» المشاركة في عرض منتخب الجامعة «الترومبيت» وهو عرض من
إخراج أحد أعمدة المسرح الجماهيري السعيد المنسي، الذي يكون دائمًا في المقدمة لاكتشاف
المواهب الشابة، حيث إنه الساعي وراء تقديم عمل فني يناقش المشاكل الخاصة بالإنسان،
وكيفية معالجة تلك المشاكل، لذلك إحدى التجارب التي وصفتها «مارينا» بالتجربة الفريدة،
لم يكن العرض الأخير لها مع المخرج الكبير السعيد المنسي بل قدمت عرض «قصة حياة» عن
حياة ماكس فريش الذي قدم على خشبة قصر ثقافة بني سويف، حيث قامت بتمثيل دور العروسة.
اقرأ أيضًا: المخرج السعيد المنسي
في حواره مع «الفيتشر»: «أهتم بمناقشة القيم الإنسانية ومشاكل الناس في أعمالي»
شاركت «مارينا» في عرض «أنت حر» إخراج
رامي محمد، حيث حصل ذلك العرض على جائزة مهرجان إبداع منذ عامين، كما شاركت أيضًا في
العديد من الاسكتشات التمثيلية مثل «أنت حر» الذي قامت به بدور الفتاة التي تدعى سوسو،
إلى جانب الكثير والكثير من العروض التي دائمًا تصفها بالتطور الفني.