الحوائط كلها بالألوان بعد لمسة «محمد»: «وقعت في حبها من صغري»
كتبت: جهاد طه رزق
سحر الألوان جذبه
بشده منذ أن كان طفلاً، فأراد أن يكون جزءًا من هذا العالم، فالألوان كانت تتمثل في
جميع من حوله، والحديث هنا عن الشاب محمد السيد بكري، الذي يمتلك من العمر تسع وعشرين
عامًا، ولد بالقاهرة بالتحديد منطقة مدينة نصر، أحب الرسم والألوان عن طريق أخيه الأكبر
الذي يعمل نقاشًا، فكان يشاهده حينما يعود إلي المنزل بملابسه الملطخة بالألوان من
كل اتجاه لدرجة تجعلها أشبه بلوحة فينه.
شب «محمد» وهو
يري كل يوم ملابس أخيه التي مثلت له جزء كبير من خياله، فكان يتساءل ماذا كان يفعل
بتلك الملابس؟ ولماذا كل هذه الألوان تجتمع عليها؟ ولماذا يشعر بكل تلك الفرحة
والبهجة بمجرد رؤية تلك الملابس؟ فتغلل بداخله شغف كبير بهذا العالم وقرر أن يمارس
نفس المهنة، حينما أدرك أن شقيقه يعمل «نقاش» وطبيعة عمله تجبره على التعامل مع
الألوان التي تغرق ملابسه كل يوم.
اقرأ أيضًا: المرأة محور رسومات «منار»: «أعبر عن الكبت الذي تعيشه«
حب ورفض
عندما علم «محمد»
بطبيعة عمل أخيه عرض عليه أن يساعده في عمله ويتيح له فرص التدريب والتعلم تحت
كنفه، ولكن ذاك أخ الحنون رفض لأنه علم بأن هذا العمل سوف يجعل محمد مهملاً في دروسه،
فرفض فكرة العمل وأمر شقيقه الأصغر بأن يلتفت إلي دراسته، ولكن «محمد» لم يستسلم قط،
بل كلم أصدقاء أخيه ولكن أخاه أصر على أن يكمل دراسته ويتفوق فيها بدلًا من محاولة
العمل في هذا السن الصغير.
اقرأ أيضًا: الديجيتال آرت.. طريق «باسنت» للإبداع
الفني: «أنقذني من الفشل»
14 سنة
عندما أتم الـ
14 من عمره، قرر بطل حكايتنا أن يحاول العمل بمفرده، حينها وجد إعلانًا لصاحب شقة
يحتاج نقاش للرسم على حوائطها، فذهب وعرض خدماته لصاحب العمل، لكنه تفاجأ بأنه
يريد أن يختبر قدراته أولًا ويرى كيف سيرسم على ورقة فارغة قبل أن يعطيه فرصة
الرسم على حوائط شقته، فأخذ الورقة والقلم
بعيدًا ورسم بالفعل، ولكن أدهش ذلك صاحب الشقة لأنه أبدع أكثر ما طلب، وعندما أنهي
عمله وقد أتمه على أكمل وجه، ومن هنا بدأت رحلة «محمد» الناجحة والميزة والممتدة
حتى الآن مع رسم الحوائط والجدران: «أود أن أشكر أمي على دعواتها التي سبب فى نجاح
حياتي، وأخي الذي جعلني أعشق تلك المهنة»، وفق ما قاله رسام الحوائط في حديثه مع
«الفيتشر».