جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقال

محمد فوزي.. الغائب الحاضر دائمًا

الفنان الراحل محمد فوزي رفقة مجموعة من الفنانين
الفنان الراحل محمد فوزي رفقة مجموعة من الفنانين 


مقال لـ إسلام كمال

 

غلطة محمد فوزي أنه أعلن تأييده لأول رئيس لمصر محمد نجيب، وبعد أن وصل  الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى سدّة الحكم أصبح المتغطي بنجيب عاري، فحدث ما حدث له من تأميم لشركة الاسطوانات اللي كان يملكها والتي أنشأها أصلا بعد ما أعلن ناصر رغبته في تمصير الاقتصاد، فكانت أول شركة اسطوانات في الشرق الأوسط، وكان سعر الاسطوانة ربع سعر الاسطوانة القادمة من الخارج.

 

في صباح يوم ذهب «فوزي» إلى شركته  فوجد شخص يجلس علي مكتبه، ويخبره أنه المدير الجديد وأنه ممكن يتوسط له ويوفر له وظيفة في الشركة مقابل حصوله علي مبلغ 100 جنيه كراتب شهري يساعده علي المعيشة، وبالفعل وضعوا لـ «فوزي» مكتب معدني في جراج الشركة بجانب الحمام، وطبعا لم يطق فوزي الوضع ودخل في حالة اكتئاب وأصيب بسرطان في العظام ولم يجد حق العلاج بعد ما تم تجريده من كل شيء.

 

الأمر الذي استفز الراقصة والفنانة الراحلة تحيه كاريوكا وقتها، وقالت في حضور المسئول الأمني صلاح نصر: «هو عمل إيه عشان كله ده؟»، فرد عليها «نصر» بنبره لا تخلو من التهديد بأن «تخرس وتخليها في نفسها».

 

الفنان الراحل محمد فوزي خلال مرضه
الفنان الراحل محمد فوزي خلال مرضه 

اقرأ أيضًا: مَا الغريب!.. قصة قصيرة من تأليف شروق أحمد

 

قبل ذلك كان قد تنازل «فوزي» عن حق تلحينه لأغنية «انساك» للملحن الراحل بليغ حمدي ووضع اسمه عليها رغم أن «فوزي» كان قد لحن أكثر من 90% من الأغنية، لذلك حفظ له الجميل وزاره في مرضه، ونقل له الفنان الراحل مرارته وقاله إنه حزين لأنهم اخذوا أمواله التي تعب في جمعها بالعمل في الموالد لسنين طويلة وتعرض وقتها للسب والضرب، كما أن أول بطولة تحصل عليها في السينما كانت فيلم «أصحاب السعادة» وكانت مشروطة، لأن المخرج وقتها محمد كريم رفض منحه البطولة لأن الشفاه العلوية كانت «غليظة» فخضع لعملية تجميل من اجل الفن.

 

اقرأ أيضًا: تخرج الدفعة الأولى من متدربي ورشة «الفيتشر«

 

المهم أنه في النهاية مات وهو يبلغ من العمر 48 سنه فقط، وكتب وصيته الأخيرة في ورقة مهترئة، وكتب فيها أنه يحب أولاده وأخواته والشعب كله وطلب انه يُدفن في اليوم التالي الجمعة، وبالفعل مات في نفس اليوم في عام 1966م.

 

وبالمناسبة اسم شركة فوزي كان «مصر فون» وبعد التأميم أصبح اسمها «صوت القاهرة» وموجودة إلى الآن، في الوقت ذاته كان المطرب الراحل عبد الحليم حافظ والموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب يمتلكان شركة اسطوانات واسمها «صوت الفن» ولكن لم تتعرض للتأميم كشركة «فوزي» لأنهم كانوا علي صلة ببعض المسؤولين وربما تم التأميم كمجاملة لهم ليخلوا لهم السوق.

 

المثير في الأمر أن بعد رحيل «فوزي» بحوالي العام، كانت نكسة 1967، وحين بحثوا في الإذاعة عن أغاني تُذاع في تلك الفترة لتحمس الشعب من جديد، فلم يجدوا إلا أغاني تمدح في «ناصر»، وهذا بالطبع كان سينتج عنه إثارة  الشعب ضده أكثر بعد النكسة فلم يجدوا سوي أغنية «بلدي أحببتك» لمحمد فوزي لتُذاع.

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *