«دقة قديمة» فرقة تعيد إحياء التراث الغنائي.. وقائدها: «نحارب التيار السائد من الهبوط الفني»
مع انتشار الموسيقى
الهابطة، وأغاني المهرجانات، وأشباه الفنانين، ومدعين الطرب، والمتحايلين على الغناء
والفن في الوسط العربي، أفتقد الكثير من المتلقين في مصر والعالم العربي الاستماع إلي
فن طربي أصيل على غرار الفن الماضي.. فن الزمن الجميل، الذي لم يتأتَ على الجيل الحالي
تذوقه بعد أن شوهت الأغاني الهابطة آذانهم.
أراد الموسيقي
محمد خاطر، أن يعيد إحياء التراث الغنائي من جديد عبر تأسيسه لفرقة خاصة من الشباب
الذين لم يندثروا تحت الهبوط الفني السائد وإنما تحلوا بأذواق رفيعة حول الطرب: «فرقة
دقّة قديمة، هى فرقة للموسيقى العربية وإحياء التراث، بنختار الأغاني الحلوة اللي مش
معروفة، أو ممكن تكون ماتسمعتش قبل كده ونقدمها للناس، وبنحضّر للون مسرحي غنائي لإن
دا لون ماحدش بيقدمه، والمجتمع محتاجله»، ذلك وفق ما جاء في حديث «خاطر» مع «الفيتشر».
محمد خاطر مطرب
ومؤلّف وملحّن وعازف عود وكمان، ومدرّس الموسيقى بجمعيّة معهد الموسيقى العربيّة، ومدرّب
فرقة دقّة قديمة للموسيقى العربية، ومدرّب فرقة وزارة الداخليّة للموسيقى العسكريّة.
بداية مفعمة بالإنجازات:
«بدأت الرحلة كمنشد وممثل»
الموسيقي الشاب
الذي تربى على عود فريد الأطرش، وغناء سيّد مكّاوي وفضل شاكر، وألحان بليغ حمدي ومحمد
عبد الوهاب وعمّار الشريعي ومحمد فوزى، و غيرهم من الفنانين العظام الذين رغم رحيلهم
عن عالمنا إلا أنهم وضعوا بصمتهم الدائمة فيما قدموه لنا من فن مخلد نعيش دائمًا على
ذكراه، وتطرب آذاننا بالاستماع له مهما مر عليه من زمن، كل أولئك ساهموا في تشكيل الذوق
الفني لدى «خاطر».
على الرغم من أن
رحلة «خاطر» بدأت منذ كان في المرحلة الإبتدائية إلا أنها لم
تخلو من الإنجازات، إذ بدأ «خاطر» مشواره الفني كمنشد وممثل مسرحي، فكان ينشد في الأفراح
والحفلات الإسلامية وحفلات المدرسة، و في المرحلة الثانوية حصل «خاطر» على المركز الأول
على مستوى محافظة البحيرة في الإنشاد الديني، وبعد التحاق «خاطر» بكلية الحقوق بجامعة
الإسكندرية انضم إلي فرقة المسرح والكورال بالجامعة، وحصل على المركز الأول في الكورال
على مستوى جامعة الإسكندرية مع فرقة الكلية: «في ٢٠٠٩ بدأت آلة العود تلفت نظري بشدّة
فاشتريتها وبدأت اتعلّم عليها ودخلت مسابقة على مستوى الجامعة وقدرت آخد المركز الأوّل
في العزف في المرحلة الأوّلى، وبعد ما اتخرّجت ابتديت أّلّف وألحّن وحصلت على جائزة
التميّز على مستوى الجمهوريّة مرّتين في التلحين والعزف والغناء في مهرجان الإبداع
المسرحي ومهرجان آفاق مسرحيّة واللّي تم تكريمي فيه من وزير الثقافة وقتها ومن الفنّان
محمد صبحي، لحد ما جت ٢٠١٦ وكوّنت فرقتي المستقلّة دقّة قديمة»
شاركت فرقة «دقة
قديمة» في معرض كتاب الإسكندرية الدولي أكثر من مرة، كما شاركت في مهرجان الشعر العربي
في متحف الفنون الجميلة، وشاركت أيضًا في إحدى حفلات أوبرا دمنهور، بالإضافة إلي المشاركة
التى نالت الفرقة على أثرها صدى واسع، وهى المشاركة في حفل معرض الكتاب بكلية الهندسة،
والتى كتب بشأنها ١٤ خبرًا في جرائد مختلفة عن الفرقة الغنائية: «وأخيرًا، بنحضّر لألبومنا
الأول بعد ما نزلنا ألبوم ابتهالات دينية»
«خاطر»: «أكتر
شخص بحس إني شبهه هو إسماعيل يس بالأخص على مستوى معاناته بحياته الفنية»
واجه «خاطر» تحديات
عصيبة أثناء تكوينه لفرقة «دقة قديمة»، فلم يكن من اليسير العثور على مواهب حقيقية
تؤمن بفكرة واحدة، وتجازف لمحاربة التيار السائد من الهبوط الفني، إلي جانب مواجهته
لتحديات مادية عسيرة، ولكن ظل التحدى الأكبر لدى «خاطر» وفرقته، هو عدم وجود دعم من
قبل الجهات الحكومية، ووزارة الثقافة: «قدمت طلب رسمي أكتر من مرة للهيئة العامة، وإحدى
قصور الثقافة هنا في الإسكندرية، بناءً على طلب رئيس القصر نفسه، ولكن لم يتم الالتفات
له».