جاسر جمال الدين في حواره مع «الفيتشر»: أنصح الأجيال الشابة من شعراء العامية بالابتعاد عن الغرور
حوار: جهاد طه رزق
لم تكن طفولته، كبقية الأطفال، فقد ولد وشبّ على حب القراءة، فقد كان يعوض بها الوحدة التي كان يعيشها، لدرجة أنه في المرحلة الإعدادية أنهي قراءة معظم روايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وبعض روايات الأدب العالمي والعربي، وقد قرأ أيضًا لكبار شعراء العامية؛ عندما قرأ للشعر العامي، عشق الشعر، وبدأ في كتابته، وفق ما صرح به شاعر العامية، جاسر جمال الدين، خلال حواره مع «الفيتشر»، قائلًا: «اخترت الشعر العامي، لأنه يعبر عن كل الفئات، المهمشين والصفوة وهو شعر داخل كل بيت مصري».
وعندما انتقل إلي
المرحلة الثانوية، كسر الحاجز النفسي لديه، وذهب إلي نادي أدب بني سويف بعد نصيحة من الشاعر ماهر جودة، في أقل
من عام أصبح عضوًا عاملًا في نادي الأدب الذي كان يرأسه وقتها إسماعيل بكر، ليكتب أول ديوان له في عمر الـ 18 عامًا،
ويضع عنوانًا له يدل علي التجديد في الشعر العامي، ليكون اسمه «من ذاكرة التراب».
جاسر جمال الدين: نصف إنتاجي من الدواوين الشعرية لم ينشر حتى الآن
ظل يكتب شعر التفعيلة حتى عام 1992، حين بدأ شعراء
القاهرة يكتبون قصيدة النثر بالعامية:«كانت نصيحة أحد الزملاء إن لا أقرأ لأي شخص بيكتب
قصيدة نثر العامية، حتى استطيع إنتاج لوني الخاص، وهذا بالفعل ما حدث في ديواني (شوية
وجع)».
يبتعد دائمًا عن
النشر؛ لأنه دائمًا يبحث عن أفكاره الجديدة الخاصة به: «أمتلك بالفعل 8 دواوين
شعرية لم ينشروا بعد، بخلاف 4 دواوين نشروا»، وذلك
لأنه يسعى للاختلاف، فهو لا يحب تكرار أفكاره، لدرجة أنه يسأل نفسه قبل، نشر أي قصيدة
جديدة له، ويبحث في جميع قصائده القدامى، حتى يتأكد أنه ليس هناك أي وجه شبه أو تقارب
بالأفكار بين إنتاجه الحديث والقديم.
في عام 2001، أوقف
كتابة الشعر، ليدخل الشاعر في مرض الاكتئاب، ويبتعد عن الوسائط الأدبية، وبعد ستة أعوام
عاد مرة أخرى، بعد عدة محاولات، والمئات من
التجارِب في كتابة الشعر العامي، حقق هدفه وعاد بقوة بديوان «ملاك من غير هالات نور
فوق دماغه»، وهو ما وضعه من جديد في مقدمة الساحة الأدبية، ليصبح من بعدها رئيس نادي
أدب بني سويف.
جاسر جمال الدين: الإبداع يتحقق بكثرة التجارب
بعد ذلك قرر ليعود
لقصيدة التفعيلة، وفي عام 2021، كتب ديوان «لو داخل قلبي»، لينال إعجاب الكثير من النقاد.يرى
دائمًا الأمل في الجيل القادم، لذلك دائمًا يسعي في مد يد العون، للجيل الصاعد من الشباب،
لذلك أقام العديد من الورش الفنيه، لتنمية موهبة الشعر، لدي الشباب، وإعطائهم خبرته
في الحياة، ويسعد بنجاح طلابه من شعراء العامية، مثل عبد الله شعبان، إسلام ياسين،
محمود توفيق،: «نصيحتي لهم دائما، ضرورة الابتعاد عن الغرور، حتى يستطيعوا الوصول
إلى القمة بسهولة»، خاصة أنه يرى بأن الكتابة مجرد تجربة، وكلما كثرت التجارب، ظهر
الإبداع والتميز.