جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

نجوم

أسطورة كرة القدم النسائية.. بسنت مهاود: «بلعب من التسعينات وأحلم بتأسيس فريق للمكفوفات»

بسنت مهاود.. لاعبة كرة قدم
كتبت: دينا أحمد


قديمًا و في أحد شوارع مصر الجديدة بدأت «بسنت» الفتاة الصغيرة ذات الأربعة أعوام بلعب كرة القدم مع أصدقائها الأولاد، ذلك اللعب الذي تحول في نهاية الأمر إلي حب وشغف كبير لتقرر بعدها الفتاة الشابة أن تبدأ مسيرة حقيقية في مجال كرة القدم النسائية، غير مبالية بقيود وتقاليد المجتمع المصري الذي كان يرى أنه من الشاذ والغير مألوف أن تمارس فتاة مثل هذه اللعبة الذكورية العنيفة، التى لا تتناسب مع الطبيعة الرقيقة والأنثوية لها، لتسطر بعد ذلك تاريخًا طويلًا من الإنجازات، وتصبح أحد أهم لاعبات ومدربات كرة القدم النسائية في مصر الآن: «عرفت إن في فرقة مكونة من ١٥ بنت بتتمرن في المركز الأوليمبي باسم منتخب مصر تحت قيادة دكتورة سحر الهواري عضو الاتحاد، وابتديت إنى ألعب، وكنت أصغر واحدة في المنتخب، وبدأت كورة سنة تسعين وماكانش في بنات بتلعب كورة خالص غير الـ ١٥ بنت دول في مصر كلها، وماكنش في فرق ولا دوري ولا منافسات خالص» ذلك ضمن ما أتى في حديث «بسنت» مع «الفيتشر».

  

لم تكف «بسنت» وصديقاتها من الشغوفات بلعبة كرة القدم عن محاولات إثبات أنفسهن أمام العالم، وأمام التعليقات السلبية والرفض الذي قابلهم من قبل المجتمع المصري، ولم ييأسن:«كنا بنحاول نجمع بعض ونأجر ميكروباص أو حاجة ونروح نشتري تيشيرتات على حسابنا ونعمل ماتشات استعراضية في الشوارع علشان الناس تعرفنا».

فريق كرة قدم نسائية
اقرأ أيضًا: بعد تألقه اللافت.. «حمص» موهبة مصرية تقترب من الدوري الإماراتي: «بحلم بتمثيل المنتخب»

 

سلسلة من الإنجازات


بعد ظهور الفرق والدوري الممتاز للكرة النسائية انضمت «بسنت» إلي فريق «المعادن» والذي يعرف باسم نادي «وادي دجلة» الآن، ومنه إلي نادي «الطيران» لتصبح «بسنت» كابتن للفريق، ثم انتقلت للعب في نادي «المعادي واليخت» الذي نافس في الدوري الممتاز وحصل على المركز الثالث في الدوري، وعلى المركز الثاني في كأس مصر.

 

ولم تتوقف رحلة «بسنت» في كرة القدم عند اللعب فحسب، إذ اتجهت إلي التدريب، فبدأت في ارتياد الدورات التدريبية التابعة للاتحاد الأمريكي والهولندي والإنجليزي، و في ٢٠١١ أصبحت محاضر معتمد من الاتحاد الإنجليزي وذلك بإعطاء محاضرات للمدربين حول خدمة المجتمع عن طريق كرة القدم، كما أصبحت أيضًا محاضر معتمد من الاتحاد الهولندي فعملت كمساعد للهولنديين.

فريق كرة قدم نسائية
 اقرأ أيضًا: صاحب الرداء الأصفر.. «محمود» حريف شوارع يبهر مواقع التواصل: «هبقى صلاح الجديد»


حينما تُحركك أخلاقيات لعبة..

 

أثرت طبيعة لعبة كرة القدم بجماعيتها على تكوين شخصية «بسنت» وعززت من شعورها بالمسؤولية مما جعلها تقبل على القيام بعدد من المشاريع الخيرية بداية من تكوين فريق كرة قدم من فتيات الصم والبكم، مرورًا بتكوين منتخب يجمع بين فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة وفتيات سويات، والذي شارك في كأس العالم مرتين إحداهما في عام ٢٠١٨ وحصل على المركز الثالث، والأخرى في هذا العام ٢٠٢٢ وحصل على المركز الثالث مرة أخرى، بالإضافة إلي تكوين فريق لكرة القدم لفتيات النوبة والذي أصبح باستطاعته إن يشارك بدوره في الدوري الآن، وصولًا إلي مشروع «ألف بنت.. ألف حلم» والذي يعمل على تمكين الفتاة المصرية في المجتمع، بالتعاون بين المجلس الثقافي البريطاني ووزارة الشباب والرياضة:«بنساعد الشباب والبنات، بنشتغل على المهارات الحياتية، بنعلمهم وبنغير حياتهم للأحسن، بنعلمهم إزاى يشاركوا في عمل جماعي، بنعلمهم التواصل، احترام الآراء، الاستماع الجيد، واحترام المساحات الشخصية، كل دا عن طريق كرة القدم».

 

أحلام وطموحات رغم أنف المعاناة

 

رغم تعرض «بسنت» لإصابة شديدة في «الآنكل» يكاد يكون علاجها منعدم ونسبة نجاح عمليتها لا تتخطى ٥٪، إلا أنها لم تتوقف أبدًا عن المحاولة، ولم تضرب بأحلامها عرض الحائط:«لعبت ٦ ماتشات السنة اللي قبل اللي فاتت وأنا بعاني من الإصابة».

 

«بسنت» الآن تحلم بعمل فرق كرة قدم للمكفوفات في كل محافظات مصر، و داخل مدارسهم الحكومية، بحيث يصبح لدينا فريق منتخب مصري لكرة القدم من المكفوفات بإمكانه المنافسة في بطولات عالمية، وهو التحدي الأكبر بالنسبة لـ «بسنت».

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *