صاحب الرداء الأصفر.. «محمود» حريف شوارع يبهر مواقع التواصل: «هبقى صلاح الجديد»
كتب: محمد خاطر
44 ثانية وقطعة
أرض عرضها يصل إلى حوالي 5 متر وطولها لا يتجاوز الـ 10 أمتار، وكرة قدم رخيصة
الثمن سعرها لا يتجاوز بضع جنيهات، وكاميرا هاتف أخيه الذي وثق لحظات مراوغاته
المذلة لخصومه دون علمه، كان هذا كل ما احتاجه الطفل «محمود»، ليقدم إلى الناس
موهبته الفطرية بعالم الساحرة المستديرة، والتي أشعلت مواقع التواصل خلال الساعات
الأخيرة، على الرغم من كون الطفل لم يكن
يرتدي حذاء بالأساس، لأن في عالم حريفة الشوارع الحذاء ليس من الضروريات، فأقدامهم
تعرفت على أراضي الأماكن التي اعتبروها ملاعب لكرة القدم من قبل، واعتادت صلابتها وقسوة
ما تتركه عليها من علامات بعد كل دقائق يداعبوا فيها محبوبتهم كرة القدم.
الطفل الذي
أبهر الجميع بموهبته الكروية، يدعى محمود حمادة عبدالرازق، من مواليد 2 سبتمبر عام
2008، لم يكمل عامه الـ 14 حتى الآن، يقطن بقرية بني عتمان التابعة لمركز سنورس
بمحافظة الفيوم، ولم يسبق له الانضمام لأي من أندية كرة القدم في مصر بمختلف
درجاتها، لكنه تمرن من قبل بعدة أكاديميات خاصة بتعليم أساسيات كرة القدم وفق ما
يرويه الكابتن طاهر محمد عبدالجواد، عم الطفل ومدربه ومكتشف موهبته قبل حوالي 7
سنوات، وفق ما يرويه العم في حديثه مع «الفيتشر».
فيديو من
تصوير الأخ
تعرف رواد
مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة على موهبة الطفل الحريف من خلال فيديو
قصير يرواغ فيه أصدقائه من الأطفال، الذين كانوا يلعبون معه، الفيديو بالأساس من
تصوير شقيقه الأكبر الذي كان يتابع أخيه رفقة الأطفال بالصدفة وهم يلعبون في
الشارع، فلجأ إلى هاتفه وقام بتصوير مراوغات أخيه دون علمه، ونشر ما صوره عبر
حسابه على تطبيق «تيك توك»: «ومفيش ساعات وكان الفيديو انتشر على مواقع التواصل
وكان تريند».
اقرأ أيضًا: »أبو ركيبة» أفضل ظهير أيمن بالمنوفية يحلم بالمنتخب: «نفسي أفرح أبويا وأمي«
جناح وصانع
ألعاب
لا يحب الطفل الموهبة اللعب
كرأس حربة، يفضل أكثر مركزي صانع الألعاب والجناح سواء الأيمن أو الأيسر، فهو يفضل دائمًا أن يكون مواجه لمرمى خصومه، حتى يستطيع أن يرواغ كل من يقف عائق في طريقه
نحو الشباك، حسب ما يوضحه عم الطفل، الذي كشف أيضًا أن «محمود» نشأ في أسرة
أهلاوية ولهذا يتمنى أن ينضم إلى النادي الأهلي أو نادي الإسماعيلي: «عشان بيحبوا
المهارات»، أو نادي إنبي المعروف عنه اهتمامه وتأسيسه الجيد للناشئين، ولا يمانع
كذلك الانتقال إلى نادي الزمالك: «ده احتراف وأكل عيش».
أحلام تصل إلى
العالمية
ولا تتوقف
أحلام «محمود»، على الانضمام لأحد أندية الدوري الممتاز فقط، بل يتمنى أيضًا أن
يحظى بمسيرة كرة قدم تتشابه مع ما حققه النجم المصري العالمي محمد صلاح، لاعب نادي
ليفربول الإنجليزي، والمتوج مؤخرًا بجائزة هداف الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في
تاريخه: «هو من قرية زيي وإن شاء الله هبقى محمد صلاح الجديد» وفق ما يكشف عنه
الطفل الموهوب نفسه في حديثه مع «الفيتشر».