جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

صناع المحتوى

«كتاب أنتيكا».. محاسب يوفر الكتب القديمة لأهالي الصعيد بأسعار زهيدة: «بشجع الناس على القراءة»

لوجو جروب كتاب أنتيكا

«اللذة التي تجعل للحياة قيمة، ليست حيازة الذهب، ولا شرف النسب، ولا علو المنصب، وإنما هي أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم»، هكذا أخبرنا الفيلسوف الراحل قاسم أمين قبل سنوات طويلة، في محاولة منه للكشف عن أهم لذة في هذا العالم، لذة ترك الأثر الجيد والطيب في حياة الآخرون، وهو نفس ما يحاول «إسلام» القيام به من خلال مشروعه «كتاب أنتيكا» الذي يعمل من خلاله على توفير الكتب المستعملة والقديمة لأهالي الصعيد بأسعار زهيدة، تشجيعًا لهم للعودة إلى القراءة من جديد ونشر الثقافة والمعرفة بين أهل مجتمعه.


إسلام كمال، شاب تخرج في كلية التجارة جامعة بني سويف، يقول إنه بعدما أنهى دراسته الجامعية بدأ يبحث عن عمل يجد فيه نفسه، وعمل فترة في المحاسبة بحكم أنها تخصصه الدراسي، ولكنه لم يكن يحبها ولأنه لا يؤمن بمقولة «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، قرر ألا يضيع عمره في أشياء لا يحبها، ولكن كان يجب عليه أن يعمل فكان «كتاب أنتيكا» مجموعة (جروب) على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يشجع من خلاله على القراءة، الذي وجد فيه ضالته المفقودة وشغفه الباحث عنه، وفق ما يرويه في حديثه مع «الفيتشر».

 

إسلام كامل..مؤسس «كتاب أنتيكا»

اقرأ أيضًا: ترجمات لإحصائيات ودراسات علم النفس.. محتوى «إبراهيم» لإثراء الثقافة العربية

 

مشروع يجمع بين الدراسة والهواية


ويصرح «كمال» أن فكرة «كتاب أنيتكا» جاءته بعد تردد وتفكير طويل، ولأن هوايته القراءة منذ صغره فبدأ يبحث عن شيء يجمع بين هوايته ومجال دراسته، وكان يجد صعوبة في الحصول على الكتب في محافظة المنيا، وبالتحديد الكتب القديمة والمستعملة، وكان يسافر إلى القاهرة أكثر من مرة في السنة لتغطية احتياجاته من الكتب المتنوعة، وبالمثل أصدقائه والمقربين منه، التي تجمعهم هواية حب القراءة والكتب كانوا يجدوا نفس الصعوبة، فجاءته فكرة هذا الجروب.

 

أنشأ «كتاب أنتيكا» قبل عامين


ويضيف المحاسب الشاب أنه أنشأ الجروب قبل سنتين من الآن وكتب في وصفه: «أنا إسلام كمال.. بكالوريوس تجارة، بحب الكتب والقراءة، وعندي شغف بجمع الكتب القديمة والتراثية عامة، وده كان وما زال غير متاح في المنيا، لذلك كنت بسافر القاهرة وبالتحديد سور الأزبكية عشان أجيب كتب تغطي احتياجاتي، بس السفر كان مرهق ومش كلنا بنقدر  نسافر، وهنا جتلي فكرة: ليه سور الأزبكية ميكونش موجود في المنيا بشكل دائم؟ فكانت فكرة الجروب، الفكرة مش جديدة بس أقدر أقدمها بشكل أفضل، عشان كدا هسعى إني أوفر كتب كتير متنوعة وأسعارها تكون في متناول الجميع ومناسبة مع فكرة الجروب».

 

ويوضح أن فكرة الجروب كانت ريادية داخل مجتمعه، ولكن مثلها كأي فكرة تحتاج إلى وقت للانتشار، وفي البداية أضاف أصدقائه على الجروب وهم فعلوا مثله، ولكن كان الحراك قليل، وفكرة بلا تسويق جيد هي والعدم سواء، حتى لو كانت فكرة عظيمة، وهنا برز دور دراسته للتسويق في كليته وبعض القراءات الحرة، وبدأ يعمل حملات تسويقية بأقل الإمكانيات على مواقع التواصل الاجتماعي، وجذبت الحملات كل باحث عن معرفة وثقافة، حتى بلغ عدد أعضاء الجروب أكثر من 7 ألاف عضو حتى الآن.

إسلام كمال.. مؤسس «كتاب أنتيكا»
اقرأ أيضًا: على خطى «الأبنودي».. «يوسف» يبدع بشعر العامية: «لقيت نفسي جوه الكتب«

 

محاسب على بوابة المثقفين


ويلفت إلى أن الأشخاص المقربين تصوروا في البداية أنه عمل «كارير شيفت» وترك المحاسبة بلا رجعة، إضافة إلى بعض التعليقات السخيفة والسطحية، ولكن الحقيقة أي عمل تجاري لا يخلو من المحاسبة والتسويق، بالتالي المكتبة محتاجة محاسب يدير الحسابات ويسجل الوارد والمباع وهامش الربح إلى آخره، لذلك ولذلك كله أنه في «كتاب أنيتكا» يعمل محاسب في مشروعه الخاص وفي المجال الذي يحبه أيضًا وهو بيع الكتب، لأنه قرر أن يخلق فرصته أو عالمه الصغير الذي يحب أن يعمل فيه، وصار في طريقه غير مبالي إلا لما يراه ويعتقده هو لا غيره، لأنه يرى أننا نملك حياة واحدة ومن حقنا أن نختار كيف نعيشها.


قصص ومجلات للأطفال


ويردف مؤسس «كتاب أنتيكا» أنه استطاع خلال هذه الفترة القصيرة توفير الآلاف من عناوين الكتب المتعددة والمتنوعة في مختلف المجالات المنتقاة بعناية وعن خبرة سنين من القراءة المتواصلة بلا انقطاع، وكانت تتراوح أسعار الكتب في الأغلب الأعم ما بين 5- 20جنيه  وهي أسعار زهيدة جدًا مقارنة بأسعار الكتب هذه الأيام، ولم ينس توفير قصص ومجلات الأطفال ودافعه أنه لما كان يسافر في قطار الصعيد كان يسمع جملة تتردد دائمًا في جنابات القطار وهي «ابني أبنك ولا تبنيش ليه» وأقتنع بها تمامًا، لأن من هنا تكون البداية، وبناء الإنسان لا يكون بالطعام والمال فقط ولكن بالمعرفة والثقافة أيضًا.


تشجيع أهالي الصعيد على القراءة


ويلمح «كمال» أنه ساهم في إعادة إحياء فعل القراءة في الصعيد وبالتحديد المنيا، وإزالة التراب عن أعمال لكبار الكتّاب مثل (نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ويحيى حقي، وهي أسماء غير منتشرة بين القراء خاصة الشباب)، فكان الجروب هو الجسر الذي وصّل هؤلاء العظماء إلى أيادي الشباب، عن طريق توفير كتبهم بسعر زهيد وكتابة ريفيوهات عن أعمالهم لتشجيع القراء على القراءة لهم، وكتابة الريفيوهات بالنسبة له كانت متعة لا تضاهيها متعة لأنه يتحدث عن ما يحب.

 

ويؤكد خريج كلية التجارة أن النجاح لم يأت اعتباطًا ولكنه نتاج عمل متواصل وتخطيط مستمر وسعي دائم نحو التطوير، لأن مشروع بلا تطوير يعني اندثار وزوال، وتبدل الحال وصار يسمع عبارات مدح وثناء من القراء، واصفين إياه براعي الثقافة في المنيا، وبعضهم متعجب أن رغم صغر سنه ولكنه لديه الخبرة التي تؤهله للعمل في هذا المجال الذي لا يطرقه في الغالب إلا كبار السن الذين زحف الشيب إلى رؤوسهم.

 

واختتم تصريحاته قائلًا :«بالطبع كان هناك داعمين ومشجعين لي من الدائرة المقربة وعلى رأسهم والدتي وخطيبتي وصديقي (روبرت يونان)، الذي رغم فارق السن بيننا ليس قليل ولكنه أبدا لم يكن حاجز للتواصل، والآن أشعر بالزهو، فأنا أعمل في مجال أحبه، وهوايتي أصبحت مصدر دخلي، وصرت مبشر في مجتمعي الصغير بالثقافة والقراءة، القراءة التي تمنحنا الإنسانية وتجعلنا أقل تعصبًا وأكثر تفهمًا وتقبلًا للآخر المختلف عنّا».

 

 

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *