زينة وعمل وتعليم.. فن «هدهد» كله بالون
في عمر الـ 17 كان مثل الآلاف من
الشباب المصري المغترب بعدد من الدول
العربية الشقيقة، يعملون هناك بكل اجتهاد وكفاح، على أمل أن يساعدهم ذلك في تأمين
حياة كريمة لهم ولأفراد عائلتهم، والأردن كانت محطته الأولى من قطار غربته، إذا
كان يعمل بها كأحد أعضاء فريق شركة خاصة بأعمال الصوت والضوء وتنظيم حفلات كبار
المطربين.
ورغم ذلك لم يكن يشعر بأنه يعمل
بالمجال الذي يحبه، حتى تعرف على فن البالون من خلال أحد أصدقائه بالأردن، وقتها
شعر أنه وجد شغفه الذي يبحث عنه منذ سنوات، لدرجة جعلته يوافق على عرض صديقه
بالعمل معه دون أي تفكير، لتبدأ رحلة طويلة لـ «هدهد» مع فن البالون افتتحها كأول
مصري يعمل بهذا الفن في الأردن، ووصل بها ليكون الأفضل بهذا المجال على مستوى
الشرق الأوسط بأكمله، حسب تعريفه لنفسه في حديثه مع «الفيتشر».
اقرأ أيضًا: «حنان» رحلة 20 سنة مع الرسم على الخشب والجلود: «علمت نفسي»
ابن المنوفية
والحديث هنا عن فنان البالون خالد عاطف
هدهد، ابن محافظة المنوفية، الذي نجح في أن يكون واحد من أهم فناني البالون، بعدما
ساهم في نشره بشكل أكبر في مصر، من خلال المحتوى المرئي الذي يقدمه على منصات
التواصل الاجتماعي المختلفة، ويحاول فيها تعليم كل من يملك شغف تجاه هذا الفن، إضافة
إلى الكورسات التعليمية التي يقدمها بعدد من المحافظات المصرية وبالأخص محافظتي القاهرة والإسكندرية، وكل ذلك بعدما ساهم في تأسيس أكثر من شركة تعمل بهذا المجال بالمملكة
الأردنية الهاشمية ومن بعدها بالمملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: تورتة بعجينة السكر.. مشروع «سمية» بعد الزواج: «زبايني من
أشهر الشيفات«
نجاح رغم الصعوبات
تخطى «هدهد» الكثير من الصعوبات حتى
يصل إلى ما هو عليه الآن، بداية من مشاكل الاغتراب المعروفة لكل من يعمل خارج
وطنه، ومرورا بالتنمر والسخرية التي تعرض عليها حين قرر أن يذهب صوب هذا الفن
ويترك عمله: «طبعا وقتها خدت تريأة ما يعلم بيها إلا ربنا، وقالولي بلالين أيه
اللي عايز تشتغل فيها»، لكنه لم يسمع لكل تلك الأصوات وسار طريق طويل بمفرده، حتى
وصل إلى هدفه، وما زال يواصل سعيه حتى يحقق كل أحلامه، المتمثلة في إنشاء مصنع
لصناعة منتجات البالون المختلفة، بجودة عالية قادرة على منافسة كل المنتجات
الأجنبية وفي نفس الوقت بأسعار معقولة تناسب الجميع.
كما يتمنى فنان البالون أن تنشأ الدولة
المصرية معهد تعليمي أو أكاديمية لتعليم هذا الفن، وأن تضيفه كذلك لمواد كلية
التربية الفنية، وأن يتم معاملته كمختلف الفنون مثل النحت والرسم وغيرهما.