جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

المعافرون

تعاهدا على السير معا.. «عم محمد» رفيق رحلة مرض زوجته ويستغيث لتوفير علاجها: «شايلاني من سنين»

كتب: محمد خاطر

تصوير: عبدالرحمن جمال

طوال يناير الماضي ورغم لسعة برودته، كان يقضي «عم محمد» ليله بالكامل مستلقيًا على سيراميك أرضية أحد المستشفيات بمدينة طنطا إلى جوار زوجته، بعد أن عرف المرض طريقها قبل فترة ليست بالقليلة، وأجبرها على قضاء أيامها الأخيرة على أسِرّة المستشفيات، غير مكترث لدرجات الحرارة المنخفضة، كل ما يهمه فقط أن يظل إلى جوار زوجته المريضة حتى يؤنس وحدتها على سرير المرض ويطمئنها على حالتها الصحية، وكأنه سد منيع يقف في وجه الخوف ويمنعه من التسلل إلى قلبها أو عقلها.

محمد نجي، أو «عم محمد» كما يعرفه الجميع، تعرف على زوجته المسيحية وقتها قبل أكثر من 3 عقود، وقبل أن تعتنق ديانة الإسلام ويتحول اسمها إلى مروى عبدالفتاح عبدالعزيز، ويبدأن سويًا رحلتهم مع الحياة، التي اعتمدا الأثنين فيها على عمل الزوج بمجال المعمار كعامل يومية بسيط، وفق ما يحكيه «عم محمد» في حديثه مع «الفيتشر».



أب وزوج

صاحب الـ 60 عام الآن، أنجب من زوجته 3 أولاد  جميعهم عملوا معه في المعمار، ونجح أن يكمل رسالته معهم ويزوجهم جميعًا، قبل أن يعرف المرض طريق زوجته، التي تعاني من مشاكل صحية بالحنجرة، تسببت في أن تخضع لأكثر من عملية جراحية: «مراتي عملت عمليتين لحد دلوقتي، ولسه في عملية هتعملها يوم الأحد الجاي، تاني يوم في رمضان إن شاء الله».

 

اقرأ أيضًا: الترزي الزملكاوي.. «الدولي» ينتصر على شلل الأطفال بالعمل: «نفسي في عمرة»

 

من البحيرة إلى طنطا

الرجل المسن يقطن هو وزوجته بمحافظة البحيرة، وشد الرحال إلى مدينة طنطا حتى تتحصل زوجته على الرعاية الصحية اللازمة لها، لكن أزمته الحقيقية تكمن في عدم قدرته على توفير المستلزمات الطبية التي تحتاجها زوجته لعمليتها المقبلة، بعد أن أنفق كل ما يملكه خلال الفترة الماضية على علاجها، لدرجة جعلته يستدين من الكثيرين، حتى يوفر لها كل ما تحتاجه: «أنا ومراتي ملناش حد في الدنيا، وعيالنا غلابة زينا وعمال باليومية بقالهم فترة مبيشتغلوش». 

مستلزمات طبية

تحتاج زوجة «عم محمد»، إلى أنبوب صحي سيوضع في صدرها حتى يمكنها من التنفس بشكل طبيعي، بعد أن أهلكت المشاكل الصحية حنجرتها وأفقدتها القدرة على النطق خلال الأيام الأخيرة: «الأنبوب ده سعره حوالي 5 ألاف وأكتر، والمشكلة أنه مش موجود في طنطا ولا في أي مكان غير القاهرة»، ويستغيث الزوج ويناشد جميع المسؤلين لتوفير المستلزمات التي تحتاجها عملية زوجته بعد أن أصبح لا يملك أي شيء: «من يومين كانت محتاجة تحليل معين، وكتر خيرهم الممرضات والدكاترة لموا من بعضهم عشان مراتي تعرف تعمله».


اقرأ أيضًا: سيدة الجدعنة.. رغم الإعاقة «محروسة» تعول زوجها المريض وأبنائها: «نفسي أعلمهم كويس» «فيديو»


الزوج السند رزق

منذ مرض الزوجة، ويعيش «عم محمد» حياته في خدمتها، على أمل أن تعود إلى حالتها الطبيعية، قبل أن تعرف الأمراض طريق جسدها: «شايلاني فوق رأسها من 34 سنة وأكتر، كانت في ضهري على المرة قبل الحلوة، أقل حاجة أعملها دلوقتي أفضل تحت رجليها لحد ما ربنا يشفيها».

فرصة عمل

«عم محمد»، لا يتحصل على أي معاش، ولهذا يتمنى أيضًا أن يوفر له المسؤولين أي فرصة عمل تناس تقدمه بالعمر، حتى يستطيع أن يوفر له وزوجته حياة آدمية كريمة: «نفسي في شغلانة ثابتة بعيد عن العمل باليومية، لأنه مش مضمون يوم بشتغل وعشرة لاء، عشان أقدر أوفر لبيتي ومراتي أقل متطلبات الحياة، إحنا راضين وحامدين ربنا على كل حال».

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *