صانعة البهجة.. مسيحية توزع هدايا على المسلمين احتفالًا بالشهر الكريم: «رمضان فرحة لينا كلنا»
كوب مزين بشكل مبهج بداخله تمر وقهوة وشيكولاته ورسالة ملفوفة تحمل أحد الأدعية، تحملها إمرأة مسيحية بوجه مبتسم دائمًا وتتجول في الشوارع والطرقات من أجل أن توزعها على المسلمين بمحافظة أسيوط التي تقطن بها، احتفالًا منها بقدوم شهر رمضان الكريم، وعلى أمل أن يساعد ما تقوم به في رسم البهجة على الوجوه وإدخال مشاعر السعادة إلى القلوب.
تلك المرأة المسيحية، هي مارجريت
نشأت عزيز، الصيدلانية التي تركت مهنة الصيدلة من أجل مشروعها بالهاند الميد
والمتخصص في صناعة المراسيل وتنفيذ ديكورات المناسبات والأعياد المختلفة، وكعادتها
منذ أن بدأت مشروعها قبل حوالي 4 سنوات، تحاول ابتكار هدية جديدة تُسعد بها الناس
في الشوراع، دون أن تستهدف من وراء ذلك أي مكسب مادي أو حتى لأغراض دعائية، وفق ما
تحكيه «مارجريت» في حديثها مع «الفيتشر».
نفس الفكرة قامت بها الصيدلانية من
قبل خلال الكريسماس وعيدي الأم والحب وغيرهما من الأعياد والمناسبات التي يحتفل
بها المصريون: «بعمل كدا عشان نفسي نرجع الناس تفرح من قلبها بطبطبة بسيطة تحسسهم أنهم
مهمين و يستاهلوا حد يفاجئهم، فبوزع عليهم من الهدايا الهاند ميد بتاعتي فجأة بلا سابق
موعد او انذار».
رمضان كريم
وحين جاء الشهر الكريم، حرصت
«مارجريت» رغم كونها إمرأة مسيحية، على أن تقوم بعادتها الحميدة تلك، احتفالًا
منها بقدوم شهر رمضان الكريم: «عشان إحنا طول الوقت بنفرح سوا، لأن تفاصيل أيامنا متعشقة
في بعض جدًا، والفرحة لما بتعم بتنتشر في الجو كدة مش بتفرق بين مسلم ومسيحي».
صانعة البهجة كما يطلق عليها معارفها وأصدقائها، أطلقت على تلك الأكواب مصطلح «كوبايات الكرم»، وحرصت على خلوها من أي لوجوهات خاصة بعملها أو إشارة تدل على صانعها، لأن الهدف الأساسي والوحيد من الأمر هو المساهمة في إسعاد وفرحة الناس، وهو ما أعجب الكثيرون من عملاؤها لدرجة أن البعض منهم طلبوا أن تنفذ لهم أكواب مثل هديتها البسيطة ليقوموا بتوزيعها على أصدقائهم وأحبائهم، لأن الحب مُعدي كما توضح «مارجريت» في نهاية حديثها مع «الفيتشر»: «في أقباط أخدوا عشان يوزعوا على جيرانهم، وفي كمان بنات صغيرة طلبوا كوبايت عشان يوزعوها على المُدرسات في المدرسة».
اقرأ أيضًا: دكتورة الصلصال الحراري.. «نورهان» تحتفل بقدوم شهر رمضان بمجات «بسنت ودياسطي» «صور»
