جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

المعافرون

أول كفيفة تعلم اللغة اليونانية للمبصرين.. حكاية «آندي» مع الإعاقة كلها إصرار


كتبت: جهاد طه رزق

 

الإصرار أحد أسباب نجاحها، والتحدي كان منهجها، لتثبت للعالم بأكمله أنه مهما كانت المعوقات هناك دائما طريقة لتحقيق الإنجازات، والدليل الحي على ذلك يتجسد في الشابة المصرية الملهمة آندي العربي، التي استطاعت أن تصبح مدرس دولي للغة اليونانية معتمد من مركز اللغة اليونانية باليونان، بالإضافة إلى كونها مذيعة ببرنامج البرنامج اليوناني التابع للبرنامج الأوربي في الإذاعة المصرية، وكل ذلك رغم إعاقتها البصرية وصغر سنها.

 

بدأت «آندي» رحلة تعلم اليونانية من الإذاعة منذ أن كانت طفلة، فقد ظلت تتبع البرنامج اليوناني منذ أن كان عمرها 13عامًا، فأخذت تتعلم اللغة اليونانية من البرنامج الإذاعي، بالإضافة إلى الاستعانة بالقواميس وفق ما تكشف عنه في حديثها مع منصة «الفيتشر».

 

التحقت بعد ذلك  بكلية الآداب قسم اليوناني ولاتيني: «دخول قسم اللغة اليونانية واللاتيني كان تحدي بالنسبة لي، حيث إن ذلك القسم كان مغلقًا للطلاب المكفوفين، وقد جاءت لي منح كثيرة ولكن فضلت أن أكمل طريقي في الجامعة، حيث أود تحقيق الكثير لذلك لم تكن المنح مجدية بالنسبة لي»، ولم تحتاج الكثير من الوقت لتثبت كفاءتها بعد أن استطاعت أن أن تحقق النجاح في عامها الأول بالجامعة: «وكنت الأولى على دفعتي».

 

رحلة ممتعة

 

انتقلت آندي العربي بعد ذلك إلى قسم اللغة اليونانية الحديثة لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها، وهي دراسة اللغة اليونانية بشكل أعمق وأدق تتعرض فيه لكل ما يتعلق بها من صوتيات ونحو وصرف وأشياء أخرى، حيث إن في قسم اللغة اليونانية واللاتينية يكون الاعتماد الأكبر لدراسة كلاسيكيات للغتين أكثر من دراسة اللغة المتحدث بها شعب اليونان: «كانت رحلة ممتعة على مستوى تعلم اللغة».

 


واجهت «آندي» الكثير من العقبات لتحصيل المواد العلمية وليس على المستوى تعلم اللغة، فحينما كانت في قسم اليوناني واللاتيني كان بعض أساتذة الجامعة يحاولون مساعدتها عن طريق تسليم الكتب لها بصيغة الورد حتى يسهل عليها تحصيل المواد العملية، ولكن حينما انتقلت إلى قسم اللغة اليونانية الحديثة وجهت صعوبة بالغة فاضطرت كتابة المحاضرات الخاصة بطريقة باريل  وذلك بمساعدة  أحد فريق البرنامج الإذاعي الأستاذ ديمتري، فكان يقوم بالاتصال بها ليملي عليها المحاضرات حتى تقوم بكتابتها.

 

طريقة باريل كانت صديقتها كما وصفت منذ بدأت مراحل التعليم، فكما ذكرت كانت تكتب جميع المحاضرات بطريقة باريل، وأضافت: «أنا أتقن استخدام الكمبيوتر سواء أكان باللغة العربية، اللغة الانجليزية واللغة اليونانية».

 

حصلت آندي العربي على الكثير من التكريمات، فقد نالت على تكريم من الخارجية اليونانية، والسفارة اليونانية  في مصر والمركز الثقافي اليوناني في مصر.

 

الأسرة هي الداعم الأول في حياة آندى العربي، ويأتي بعد ذلك فريق الإذاعة في ماسبيرو، وعلى رأسهم الأستاذ ديمتري والأستاذة استيله: «كانت المكالمة الأولى بيني وبين الأستاذة استيله أصرت على التحاقي بالإذاعة، وكان ذلك من باب التشجيع لكن كانت لها وجهة نظر في ذلك»، بالإضافة إلى الكثير من الجهات في اليونانية حينما تواصلت معهم أصبحوا يمثلون جزءًا عظيمًا في حياة أندي: «أنا ما زلت على التواصل مع معظم المدرسين الذين قاموا بالتدريس لي، فأنا أستفيد منهم بالخبرة والمشاورة على المستوى الشخصي».

 

أندى العربي وروايتها الجديدة

 

طرحت آندى العربي روايتها ذلك العام في معرض الكتاب، فلم تترك أندي مجال تعليم اللغة اليونانية بل هو المجال المفضل لديها ومجال دراستها أيضًا، وقالت أندي بخصوص روايتها الجديدة «كتبت تلك الرواية لأني وددت توصيل رسالتي الخاصة فقد بحثت لمدة12 عامًا، لإسقاط  الضوء على قضية معينة، فاختارت تلك الوسيلة لأطرح فكرتي، ولكن مجال الكتابة لم يكن مجالي ولا أفكر في الاستمرار فيه».

 

أطياف عرش ألبا

 

بدأت آندى العربي البحث والتقصي في كتابة رواية أطياف عرض ألبا منذ عام2010، وهي محاكاة لمسرحية مكبث للكاتب شكسبير، حيث تعرض المسرحية حياة الملك مكبث واليدي مكبث منذ ولدتهم حتى الوفاة، فيمكن النظر لتلك الرواية بمنظور تاريخي لم يتناوله شكسبير في مسرحيته، فأندي أردت توضح وجهة نظرها من خلال روايتها التي حازت على إعجاب الكثير من القرء.

 

العقبات التي قابلت أندي في كتابة روايتها

 

اعتمدت آندي على استخدام الكمبيوتر بشكل كلي، وذلك بسبب قلة وندرة المراجع التي كانت تحتاجها أندى لكتابة روايتها، لذلك اعتمدت على نفسها في استخدام الكمبيوتر وعلقت: «من أهم العقبات التي اعترضت طريقي هي كثرة تعدد الأقاويل والتواريخ حول أحداث الرواية، لذلك كان عليّ تحري الدقة في البحث عن المرجع الصحيح، وإن وجدت كنت أجد صعوبة بالغة بسبب غموض المعلومات في تلك المراجع حتى أتأكد من المعلومة بشكل عالٍ».

 

 قامت «آندي» بالاطلاع على بعض العلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع وكيفية التعامل مع القيد العائلي حتى تستطيع كتابة رواية سليمة.

 

حرصت أندي العربي على تقديم عمل روائي ليس طويلاً وذلك ما كانت تسعى إليه من البداية، بالإضافة إلى تحديد الأسماء بطريقة يسيرة على القارئ، فقديمًا في تلك الفترة كانوا يقومون بتسمية الاسم الواحد لأكثر من شخص، فكانت تسعى للتميز بين الأشخاص حتى لا يشعر القارئ بالملل أثناء قراءته.

 

 

 

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *