من نقاش إلى صاحب ورشة ومعرض للموبيليا.. «الأسطى هشام» رحلة 50 سنة كفاح
كتب: محمد خاطر
محل صغير طوله مثل عرضه لا يتخطى حاجز الـ4 متر، أسفل
عقار بحي المطرية بمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى بعض العدّة التي توارثها من
والده، فقط تلك كانت الموارد المتاحة حينها أمام «الأسطى هشام»، والتي لجأ
إليها لافتتاح ورشته لدهان الأثاث قبل أكثر من 30 عام، لتمر السنوات ويصبح الحلم
حقيقة ويتحول المحل الصغير المتخصص في دهان الخشب إلى ورشة كبيرة تنتج جميع أنواع
الأثاث، يعلوها معرض موبيليا وديكورات خشبية، والفضل في ذلك سنوات عدة من العمل
ورحلة كفاح تتخطى حاجز الـ 5 عقود من الزمن.
الأسطى هشام أنيس عبد الوهاب، أو هشام الحجر، كما هو
معروف بين الكثيرين نسبة إلى لقب عائلته، مؤسس ورشة ومعرض «الحجر» للموبيليا
والأثاث، وصاحب رحلة كفاح عمرها يمتد لعقود من الزمن، بدأها مجرد «نقاش»
بسيط وهو طفل لم ينهي صفه الثالث الإعدادي حينها، ووصل في محطاتها إلى أحد أهم
صناع الأثاث في مصر خلال العقود الأخيرة.
اتجه «الأسطى هشام» إلى الأخشاب ومهنة النجارة
بفضل والده الذي امتهن نفس المهنة طيلة حياته، على الرغم من ابتعاده عنها في
البداية بسبب قسوة والده في تعليمه مهارات تلك الصنعة والتعامل معه، فاختار أن
يتعلم صنعة أخرى، ووجد في «النقاشة» ملاذه، وأتقنها وتفوق بها لدرجة مكنته من
الحصول على فرصة عمل في دولة العراق، قبل أن يعود إلى موطنه ويفتتح ورشته التي أعادته
إلى مهنة النجارة من جديد، وفق ما يرويه في حديثه مع منصة «الفيتشر».
لأكثر من 50 عام يكافح «الأسطى هشام» في رحلته على
أمل أن يفتتح مصنع كبير لصناعة الأثاث، بالتعاون مع نجله الذي امتهن نفس مهنة
أبيه، إذ كان قريب من تحقيق هذا الحلم قبل أعوام، لكن بعض الظروف السياسية التي
شهدتها مصر خلال العقد الأخير أحالت دون تحقيق ذلك: «وما زالت عندي أمل كبير في
تحقيقه قريب بإذن الله».