بلاك آدم.. تحرير الشعوب يحتاج ما لا يستطيع فعله البطل الخارق
كتب: محمد خاطر
وفقًا لعالم DC الخيالي كان هناك حضارة تسمى بـ «كاهنداق» قبل عقود طويلة
من الزمن والتي سبقت المصريون القدماء وبابل والصينيين وكل الحضارات التي تذكرها
كتب التاريخ قبل الميلاد، حضارة عرفت معنى الدولة والعمل والبناء حتى سُلبت حرية
شعبها من قبل أحد الطغاة، لتتحول تلك الحضارة العظيمة إلى مجرد أشلاء دولة
تبحث عن بطل حقيقي ينقذها.
الحضارة التي
نشأت حسب هذا العالم الخيالي من القصص المصورة، على أرض شبه جزيرة سيناء بين
مصر وفلسطين، وبعد سنوات طويلة من انتظار البطل المخلص لتلك الحضارة من بطش
حاكمها، جاء إليهم في صورة مراهق صغير لا يملك أي قوة بدنية أو جسمانية
فريدة، لكنها كان يملك الأكثر أهمية من كل ذلك، كان يملك الإيمان بالحرية لدرجة
التقديس لم يرتضي العبودية أو يقبل بها، فكانت النتيجة التفاف شعبه من حوله والثورة
في وجه الحاكم الظالم وإسقاطه، لتعود «كاهنداق» للازدهار من جديد، وتمر مئات
العقود من الزمن ويصبح هذا المراهق البطل الحقيقي الذي تتناقل حكايته أجيال تلك
الحضارة عبر التاريخ.
التاريخ يُعيد
نفسه
ولأن التاريخ
يُعيد نفسه من جديد وتتشابه أحداثه كما تخبرنا كتب كبار المؤرخين، تصبح «كاهنداق»
مستعمرة من جديد في وقتنا الحالي وتبحث عن بطل جديد يُعيد الكرة مرة أخرى ويقود
شعبه نحو الحرية، كما تكشف لنا أحداث فيلم «Black Adam» المبنية على عالم DC الخيالي، والذي يقدم من خلاله
الممثل دوين جونسون المشهور بـ Rock أول تجاربه مع عالم سينما الأبطال
الخارقون، من خلال شخصية «بلاك آدم» صاحب القدرات الخارقة على مستوى السرعة
والتحكم بالطاقة الكهربائية إضافة إلى القوة البدنية الاستثنائية وقدرات أخرى.
التساؤل الأهم
خلال الفيلم
ولكن هل تحرير
الشعوب المستعمرة يحتاج لبطل بمثل كل هذه القدرات الخارقة، أم يحتاج لما هو أبعد
من تلك القدرات، وما هو أكثر من بعض القدرات التي يكتسبها أحد الأشخاص بفعل
السحرة أو الشياطين كما تخبرنا أحداث الفيلم، هذا ما يحاول إجابته صناع هذا العمل
السينمائي خلال حوالي ساعتين و 11 دقيقة –مدة أحداث الفيلم-، الذي استهدف بالأساس
أن يقدم لمشاهده وجبه كاملة ودسمة من مشاهد الأكشن وصراع الأبطال ذوي القدرات الخارقة
المختلفة.
حرية الشعوب
لكن الأمر لم يقتصر
على تلك المشاهد المتواجدة في معظم تلك النوعية من الأفلام، بل صاحبه هذا السؤال
الهام، ويحسب لصناعه أنهم لم يكتفون بطرح التساؤل بل كانت إجابتهم حاضرة، حين
أوضحوا أن حرية الشعوب لا يمكن أن تتحقق إلا بثورة الشعوب في وجه العبودية
والاستعمار وإذا كان البطل الخارق يملك القدرات القتالية الخارقة، فالولد
المراهق يملك الإيمان بالحرية والقدرة على تجميع شعبه حول هدف واحد فقط، وهذه قدرة
خارقة لا يمتلكها إلا أصحاب الإيمان بالمبادئ والقضايا الأخلاقية العادلة.
الفيلم الذي أخرجه
جومي كوليت سيرا، لا يعني هذا الحديث عدم احتوائه على مشاكل فنية، لكن في نفس
الوقت يحسب لصناعه إيمانهم بقدرات الشعوب ومن قبلهم قدرات الأشخاص العاديين على
إحداث التغيير الكافي للحصول على الحرية.