أحمد فؤاد نجم.. الفاجومي الذي نسى أن يكون ملاكًا!
«الفاجومي».. هو
لقب شاعر العامية أحمد فؤاد نجم، وكلمة نفسها تعني من الناحية اللغوية الشخص البوهيمي
أو المندفع، والده اسماه أحمد فؤاد على اسم الملك حتى يصبح حظه ملوكي، ولكن الأب
مات وترك خلفه أطفال كثيرة، فكان مصيره الملجأ، وهناك زامل الفنان عبد الحليم حافظ،
وكانوا بيسرّوا على أنفسهم بالغناء الذي يؤنس اليتيم ويعزي البائس.
خرج «نجم» من الملجأ
وتنقل من عمل لآخر، ولكنه كان يعيش في فقر وفاقة، اختلس بعض النقود وسُجن، وهناك قابل
شقيقه حرامي الخزن، تعرف عليه بالصدفة بعد ما فرقتهم سبل الحياة - نجم هو جان فالجان
البؤساء- وبدأت تظهر موهبته في الشعر، وإن كان البعض يشكك فيها، ربما لا يكون الأشعر
بين شعراء جيله ولكن شكّل الوعي السياسي عند الكثيرين، ونشر أول ديوان له وهو في السجن.
الدنيا لا تمنحنا
العديد من الفرص، ولكن السجن كان فرصة لـ «نجم»، فرصة أن يكتشف نفسه، فكرة الفرصة الثانية،
التحولات التي تطرأ على حياة الفرد، حدثت هذه الحكاية مع الروائي المغربي محمد شكري
الذي تحول من لص إلى روائي عالمي، وأيضا مع «رامبو» الشاعر الرقيق الذي كتب كل إبداعه
قبل عمر الـ 20 ثم ترك الشعر وتحول إلى زعيم مافيا شهير.
تعرف «نجم» على
الشيخ إمام الكفيف وكونوا ثنائي كدر الأمن العام، عاشا في السجن أكثر من خارجه، ولكن
العودة للسجن هذه المرة كانت بسبب السياسة.
تزوج «نجم» نساء
كثيرة، منهم الصحفية الكبيرة صافيناز كاظم، هي كانت بنت ذوات وخريجة جامعة أمريكية
وهو صعلوك، لكن جمعهم الحب، أو بعبارة أخرى تزوجته حتى تعيد ترتيبه وتحافظ على
موهبته كما صرحت في لقاءات كثيرة، وأنجب منها نوارة.
هاجم «نجم» الجميع
بشعره حتى «أم كلثوم» لم تسلم من لسانه، وكتب مذكراته وكان ينشرها في جريدة رئيس تحريرها
الكاتب الصحفي عادل حمودة، الذي وقفها بعد عدة حلقات بداعي أنها دون المستوى، ولكن
هي من أمتع وأصدق السير التي من الممكن أن تقرأها في حياتك، تجرد فيها «نجم» من
كل شيء، كان يحكي ما حدث دون مواربة أو تزييف، عمل بمقولة جورج أورويل –الذي من
الممكن أن يكون نجم لا يعرفه من الأساس- «على السيرة أن يكون بها شيئا فضائحي حتى تكون
ذات مصداقية»، «نجم» كتب وقال هذا هو أنا، أعجبك أو لا هذا شيء يرجع لك، وهذه شهادتي
على عصري وحياتي، ثم رحل 3 ديسمبر 2013.