جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

نجوم

ضحايا هالاند «الروبوت».. ليسوا فرقًا فقط!

هالاند

إيرلينج هالاند.. لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي 

تألق النرويجي يضع مواهب كرة القدم في مأزق


كتب: باسم عماد


سطع ضوء هالاند بشكل خارق كسر توقعات الجميع, بل أن توهجه أخفى نجوماً في ظله. فكما دمر هالاند حصون فرقاً بأكملها دمر أيضاً بدايات عظيمة لم يسلط عليها الضوء بسبب توجيه جميعها نحو النرويجي الخارق. إذن من هما النجمان الذي بسبب هالاند لم يأخذوا ما يستحقوا من مديح وإشادة بالرغم من البداية الرائعة أيضاً؟


قبل أي شئ, علينا الإعتراف بأننا في عصر التقدم الصناعي و التكنولوجي, نشاهد اليوم واقع ظننا بالأمس أنه خيال. فمع كثرة الإختراعات والتطورات المستمرة و بالتالي كثرة المفاجأت, أصبحنا أقل إندهاشاً بما نراه مهما كان رائعاً, أعتادنا المفاجآت وكسر التوقعات. و مع العولمة وإنفتاح العالم على بعضه, زاد الأمر تعقيداً. فما عادت حيل اليد الخفية التي كان يقوم بها الأجداد لنا عندما كنا صغار تدهشنا عندما كبرنا و رأينا حيل أكبر و أشهر مؤدي الخدع البصرية على الإنترنت, بكفاءة ومهارة أعلى.


فقدنا تقدرينا لما هو جيد وطبيعي بعدما رأينا ما هو خارق للعادة. لم يقف الأمر عند هذا الحد, بل وإننا أيضاً سئمنا رؤية القديم و أصبحنا نصفه بالسئ. ولا يشبع عقلنا و أعيننا إلا الخارق فقط.


إيرلينج هالاند - وإن كان في مستهل مشواره الإحترافي- إلا أنه حالة إستثنائية تفرض نفسها بنفسها. فمع مرور كل مباراة يلعبها يكسر رقم قياسي جديد الواحد تلو الأخر بشكل لم يسبق له مثيل, بصورة تكاد تكون غير إنسانية, وبشكل يقلل من شأن أي جهد طبيعي مألوف في زمن أخر.


فترة الإنتقالات الصيفية... حيث نشوة إنتظار الصفقات الجديدة. لتقييمها و مقارنتها. يقف على خط بداية السباق كلاً من: هالاند.. ونونيز .. وألفاريز.


كلاً منهم أتى كصفقة منتظر منها الكثير.. يقف الجميع باستعداد لكشف الحساب بعد كل مباراة للمقارنة إن أمكن. فبغض النظر عن العوامل الكثيرة التي تؤثر على مستوى و مردود أي صفقة جديدة, وقف الجميع إعلاماً وجمهوراً بإنتظار الفائز بمعركة الهداف, من الصفقة الجديدة الأفضل؟ هالاند أم نونيز؟


نعم, نسيوا ألفاريز تماماً! الذي سنتحدث عنه أكثر لاحقاً.


نونيز

نوينز
ولد نجم ليفربول في 24 يونيو 1999 بمدينة أرتيجاس بأوروجواي, بدأ مشواره الإحترافي بأوروبا عام 2019 بنادي ألميريا الإسباني و أحرز مع الفريق 16 هدفاً في 30 مشاركة, ثم إنتقل إلى بنفيكا البرتغالي في الموسم التالي و قضى هناك موسمين, فيهم ما هو مثير للإهتمام. و هو أن في الموسم الأول أحرز نونيز 11 هدفاً و 11 تمريرة حاسمة في 24 مشاركة بمجموع مساهمات 22 مساهمة. أما في الموسم التالي له, أحرز نونيز 34 هدفاً و 4 تمريرات حاسمة خلال 30 مشاركة فقط!

 
عادة ما يكون أداء داروين نونيز تصاعدياً مع الفرق التي ينضم إليها, و مع الوقت يثبت جدارته بأخذ مكان أساسي و ان تخبط البدايات - إن جاز تسمية 22 مساهمة تخبط – ماهو إلا مسألة وقت والتوهج قادم لا محالة.


لفت توهجه في موسمه الثاني مع بنفيكا أنظار جميع كبار أوروبا, وعلى رأسهم ليفربول الذي إنتقل إليهم في صيف 2022 بالتزامن مع وصول «الروبوت» هالاند. أتى كلاً منهم إلى ناديهم الجديد في وضعين مختلفين تماماً, حيث وصل هالاند إلى مانشستر سيتي وهم في أفضل أحوالهم الفنية, بل إن وصول هالاند كان بمثابة وصول قطعة الشطرنج الناقصة لدى جوارديولا, إزداد الفريق به شراسة و نجاعة, بُني مشروع جوارديولا بالكامل على هالاند, بل والأهم هو أنه نجح نجاح ساحق! أحرز هالاند –حتى الأن- 18 هدفاً في 12 مباراة فقط بنسبة تهديف 150%! .. الفارق بينه و بين أقرب ملاحقيه 8 أهداف أي ما يقرب من النصف!..


بالمناسبة, أقرب منافسيه هو هاري كين المنافس الدائم على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي, قطار هالاند داس الجميع!..


أما عن حال نونيز, فأتت رياح ليفربول بما لم تشتهيه سفنه. بدأ موسم ليفربول بتعثر تلو الأخر, فبعد ضغط منافسة الوحش النرويجي الجديد, زاد الهم ضعفاً بحال الفريق المزري. فلم تسنح له فرصة الإندماج والإنسجام مع الفريق بشكل كافي. كما أن الفريق نفسه ليس بأفضل أحواله ليصنع له فرصاً كافية لتسجيل أهداف تقرب المسافة بينه و بين هالاند.


 و ما زاد الطين بلة!.. طرد نونيز في مباراته الثانية في الدوري الإنجليزي أمام كريستال بالاس بعد أن قام اللاعب الدنماركي أندرسون بإستفزازه, فإعتدى عليه نونيز فطرد من المباراة و عوقب بالغياب لمدة ثلاث مباريات أخرى حُرم فيها من فرصة تذليل فارق الأهداف مع غريمه النرويجي.

 
إلا أنه وبعد مرور 14 جولة من البطولة, إليكم إحصائية توضح ماذا قدم كلاً منهم في جميع البطولات:


هالاند: 23 هدف و3 تمريرات حاسمة في 1203 دقيقة لعب. (بواقع مساهمة كل 46 دقيقة)
نونيز: 6 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة في 712 دقيقة لعب. (بواقع مساهمة كل 89 دقيقة)

بالتأكيد لا يزال الفارق لصالح هالاند, ولكن بالنظر إلى كلاً من تاريخ و شخصية نونيز و الوضع الحالي لليفربول نستنتج أن الموسم الحالي لنونيز حاله كحال أول موسم له في أي فريق جديد ليس إلا "حقل تجارب" و من ثم الإنطلاقة الحقيقية في الموسم الثاني. وهو ما هو منتظر من النجم الأورجوياني.


جوليان ألفاريز

ألفاريز

الأكثر ظُلماً, جاء اللاعب الأرجنتيني إلى مانشستر سيتي في نفس الصيف الذي جاء فيه إيرلينج هالاند قادماً من ريفيربليت الأرجنتيني, إلا أنه بكل تأكيد لم يُسلط على صفقته الضوء مثلما حدث مع هالاند! بل والأسوء أنه يقع معه في منافسة مباشرة على مركز المهاجم الصريح, ففي المفاضلة بين كلاهم لن يختار أي مدرب ألفاريز على حساب هالاند, و هذا ليس لسوء الأول, بل للضجة الإعلامية المحيطة بالأخير.

جوليان قد أحرز مع فريقه القديم ريفيربليت 54 هدف و27 تمريرة حاسمة في 114 مباراة (لم يكن أساسي في معظمها).


أما في مانشستر سيتي أحرز 6 أهداف و تمريرتين حاسمتين في 11 ظهور أيضاً لم يكن في معظمها أساسي أيضاً. فبالرغم مما يعانيه جوليان ألفاريز من عدم حصوله على فرصة مستحقة وقلة الدقائق المعطاة له إلا أنه في كل موقف يلجأ فيه جوارديولا إليه لا يخذله الأرجنتيني, بل يصنع الفارق سواء بالأداء او التصنيف أو الصناعة.


حتى لا يقضي سطوع شمس هالاند على نجم ألفاريز, يلجأ في بعض الأحيان لجعل ألفاريز يلعب في مركز الجناح و هو ليس مركزه الأساسي. ومع ذلك فإن فاعلية الأرجنتيني في الملعب و جودته لا غبار عليهما.


فالنتيجة الطبيعية المؤسفة, نتيجة للمقارنات بين هالاند و نونيز و ألفاريز بالطبع هي الحكم الخاطئ الظالم أن صفقة هالاند هي الصفقة الناجحة الوحيدة أما باقي الصفقات فتنعت بالفشل!


بالرغم من إنه إذا تخيلنا أن تلك الصفقات جاءت في زمن أخر وظروف أخرى (دون هالاند), إذا كانوا قد حققوا نفس الأرقام الحالية منذ خمس أو عشر سنوات, هل كان سيحكم الجمهور في ذلك الحين على كلاً من نونيز و ألفاريز بالفشل كما هو الحال الأن؟

 
نجاح هالاند غير الإعتيادي جعل من الشكل الإعتيادي من النجاح يبدوا في ظله و كأنه فشلاً, لم تعُد المواهب تٌقدر كما هي بل هو تقدير نسبي يرجع لما هو مُحيط باللاعب الخاضع لتقييمنا و توقعاتنا الشخصية. التشبع العقلي المُستمر في عالم يملؤه الإبهار يوماً فيوماً, وتطور كل العلوم بما فيها العلوم الطبية الرياضية –التي يلتزم بها هالاند تمام الإلتزام- رفعت سقف توقعاتنا, وجعلت منه «روبوت», إنسانًا أليًا صُمم فقط للعب كرة القدم و كسر كل التوقعات الإنسانية.


قليلًا من التمهُل, قليلًا من الإنصاف والتقدير لمواهب ظلمتها ظروف التقدم وتوقعاتنا وولادة نجم إستثنائي كهالاند, تكمن متعة القدم في البشرية, بأخطائها وضعفها ومشاعرها. في محدوديتها في بعض الأحيان.

 وجود هالاند رائع و مُبهر, لكن يجب أن يُسلط بعض الضوء على لاعبين يشبهوننا يجعلون كرة القدم تبدو مثلنا وتحفظ  روح المنافسة حتى لا ينهار الخارقون كهالاند نفسه.






الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *