جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

نجوم

هل يجب أن يستمر تشافي في قيادة برشلونة؟

تشافي هيرنانديز.. المدير الفني لنادي برشلونة الأسباني

تشافي هيرنانديز.. المدير الفني لنادي برشلونة الأسباني 


كتب: باسم عماد

 

»لقد عشت أسوأ فترة في تاريخ النادي, من 2000 إلى 2003, و أفضل وقت كذلك, علينا الإصرار, علينا أن نؤمن بأنفسنا, هذا ليس الوقت المناسب للشك»

 

كانت هذه إحدى تصريحات تشافي في المؤتمر الصحفي قبل مباراة فيكتويا بلزن المباراة الأخيرة بدوري أبطال أوروبا بعد توديع الفريق للمسابقة في دور المجموعات, مما سبب خيبة أمل كبيرة لمشجعي فريق الإقليم الكتالوني.

 

وتسود حالة من الإحباط بين الجميع "الفريق و الجهاز الفني و الإدارة و المشجعين بعدما إنهارت أمال الفريق بالخروج المدوي من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونخ بعد الخسارة ذهاباً 2-0 و إياباً 3-0 و أيضاً الخسارة من إنتر 1-0 ذهاباً والتعادل 3-3 إيابا. 

 

شدة الخيبة هذه المرة تأتي بعد الأمل الذي بعثه الصفقات الضخمة التي قامت بها إدارة برشلونة في السوق الصيفية الماضية, بعد قدوم رافينيا و فرانك كيسيه و جولز كوندي و كريستينسين و على رأسهم النجم الألمع و الصفقة الاَضخم البولندي روبرت ليفاندوفسكي. تلك الصفقات الكبيرة علت سقف طموحات كل مشجعين الفريق فالبعض توقع ان الفريق الذي توالت عليه فضائح الخروج من دوري أبطال أوروبا في الأعوام الماضية سوف يذهب بعيداً هذا العام بفضل الصفقات الوافدة على الفريق. 



وما جعل الضغط أكبر على الفريق بالطبع هو الضائقة المالية في النادي, التي إضطرته لبيه أصوله للقيام بصفقات تعلو بجودة الفريق وهو ما قامت به الإدارة فعلاً, حيث قامت بكل ما عليها من واجب و جلست في المدرجات لتشاهد من أتى دوره, و من أصبحت الكرة الأن في ملعبه "تشافي هيرنانديز". خصوصاً أن بعد بيع الأصول لابد من تحقيق المكسب لجلب الإيرادات التي ستعوض ما تم بيعه من إيرادات حتى لا يتراكم مزيد من الديون على الفريق.



مشوار برشلونة في الليجا هذا العام سار بشكل جيد إلى حد كبير, فالفريق يكاد أن يكون متصدراً في معظم الأوقات و الأن يأتي وصيفاً بفارق نقطة وحيدة عن ريال مدريد المتصدر. بعد تعادل وحيد أمام رايو فاليكانو و خسارة أمام الغريم ريال مدريد 3-1. فمشوار الليجا ليس كارثياً أبداً. أما عن البطولة الأهم دوري أبطال أوروبا, أتت الرياح بما لا تشتهي سفن كتالونيا. جاء مشوار الفريق كما تحدثنا عنه مسبقاً, فتشافي الذي إنتشل الفريق في منتصف العام الماضي من المركز التاسع الى المركز الثاني, كان بمثابة الفارس المنقذ لكتالونيا. فوثقوا به كفارس لا ينقصه إلا سلاح فقط, فأتاه فالصيف ما أراده بالظبط.



تسرع الجميع ما بين إعلام و جماهير وإدارة أوقع ضغطاً هائلاً على تشافي و اللاعبين, فتناسوا أن الفريق لا يزال في مرحلة البناء وأن بناء الفريق سيتسغرق وقتاً. فما جاء سريعاً يزول سريعاً. إن كان من الممكن أخذ مثال من الأجيال الحالية فالمثال الأقرب سيكون ميكيل أرتيتا المدير الفني لفريق أرسنال, الذي تولى قيادة فريق أرسنال البعيد تماماً عن المنافسات الأوروبية و المحلية أيضاً, الفريق الذي عاش أسوأ أوقاته في السنوات العشر الأخيرة لم يتوج بأي بطولة كبيرة منذ أكثر من  15 عام, فكان من غير المنطقي جلب مدرب حديث الخبرة لسد فراغ مدرب أخر كبير ذو خبرة مثل أرسين فينجر. إلا أن الإدارة رأت في أرتيتا مشروع مدرب قادر في وقت قريب -ليس بالضرورة في هذا الموسم أو الذي بعده- على العودة بالمدفعجية للقمة. 

تجربة أرسنال الإنجليزي


وما حدث هو أنه في الموسم الأول قدم الفريق كرة جميلة و جذابة لفتت أنظار الجميع إلى عودة محتملة للفريق العريق و ولادة لمدرب جديد واعد. إلا أن النتائج لم يعكس جميعها واقع جودة الأداء. فأتت بعض الهزائم التي أفسدت المواسم الأولى لأرتيتا, فعادت أشباح الهزائم الماضية لأذهان الجماهير و إعتقد أغلبهم أن أرتيتا ليس رجل المرحلة. توقع الجميع الإقالة, إلا أن الإدارة تمسكن بالمدرب الإسباني. موسم 2021-2022 شهد طفرة خفيفة في أداء أرسنال بل تواجد في معظم الأحيان في المراكز الأربع الأولى إلا أن للأسف لم تستطيع قوة الفريق المتعافي حديثاً الصمود لنهاية المسابقة, فمع نهاية الدوري أنهى أرسنال في المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي. خيبة أمل أخرى بعد إنتظار أخر و أمل أخر. فظن البعض أن الفريق لديه لاعبين شبان جيدين إلا أن المشكلة الأساسية في ضعف شخصية أرتيتا و من الضروري إقالته و جلب مدرب ذو خبرة و شخصية قوية مثل كارلو أنشيلوتي. إلا أنه بين الموسم الماضي و الموسم الحاضر زاد -ولو قليلاً- عدد المؤمنين بمشروع ميكيل أرتيتا و الذي و إن كان ينمو بطئياً إلا إنه ينمو نمواً حقيقياً ثابتاً.



موسم 2022-2023 كان موسم الحصاد لميكيل أرتيتا, بالرغم من أن الموسم لم يصل حتى إلى منتصفه, إلا أن أرسنال حقق المعجزة و مع إقترابنا من نصف الموسم لا يزال الفريق متصدراً فوق كل أبطال البريميرليج! فوق مانشستر سيتي و توتنهام و ليفربول و تشيلسي, إنفجر فريق الشبان بقيادة المدرب الشاب ليبهروا العالم بعودة المدفعجية بقدر أعلى من الإستمرارية و الثبات و قوة الشخصية. حتى وإن لم يفز أرسنال بأي لقب بنهاية الموسم, الإنجاز الأكبر لأرتيتا هذا الموسم هو إثبات شيئاً واحداً, وهو "أن أرسنال على الطريق الصحيح مع أرتيتا", الدرس هو المقولة الشهيرة Trust the Process أي ثق بالعملية "عملية النمو".



Trust the Process, Barcelona!

 
عودة إلى برشلونة, حيث لا يزال مشجعوا الفريق في المراحل الأولى من عملية النمو بما يتخللها من إحباط و إنكسار, أحد أسباب هذه الخيبة هي الثقة بتشافي نفسه! الثقة التي ولدته إنجازاته و كرته الجميلة و إستعادة هوية الفريق على يده بشكل مبهر في وقت قصير. مما رفع سقف طموحات الجميع دون الإستناد على أرض الواقع و المنطق. المنطق في صف بقاء تشافي. فلا يمكن هدم كل ما قدم من إنجازات في وقت قصير لأجل حلم الكمالية السريعة اللامنطقية. تشافي على خطى جوارديولا بالأرقام.



فخلال أول 38 مباراة بالدوري جمع تشافي ما جمعه جوارديولا من نقاط "87 نقطة",كذلك تحسن كثيراً دفاع الفريق الذي إستقبل هدفين فقط في 12 مباراة و هو رقم ممتاز!



ما يحتاجه تشافي لحصد الألقاب هو فقط الوقت و الدعم و تصحيح بعض أخطائه, لذلك فإن مطالبات البعض برحيله مقدرة كثيراً و لكنه كثيرمن اللامنطقية عادةً ما تملأ مشاعر الفوز أو الخسارة. لهذا الحكم المنطقي يقضي بإستمرارية تشافي عالأقل حتى نهاية الموسم.



أما إن رحل في نهاية الموسم أعتقد أن البديل الأفضل بالطبع هو لويس إنريكي الذي سيكون قد أنهى مشواره مع المنتخب الإسباني في كأس العالم, و هو الملف الأنسب لبرشلونة من حيث الخبرة و إسلوب اللعب و شخصية المدرب القوية, و لكن هذا الحديث السابق لأوانه ليس إلا وأد لمشروع مدرب كبير يولد الأن كل ما على مشجعي الفريق الكتالوني هو دعمه حتى النهاية, ترك المشاعر جانباً و تقييم تجربته بالأرقام بشكل موضوعي بغض النظر عن العواطف هو طريق عودة الفريق الكتالوني لأمجاده.

 

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *