إبداع «نجار» يعتمد على تفريع الخشب والخداع البصري: «كانوا بيتريقوا عليا»
كتب: محمد خاطر
«أيه اللي أنت
بتعمله ده ملوش لزمة، أه شكلها حلو بس عملت أيه جديد يعني ولا استفدت أيه أنت؟!»..
وعبارات أخرى من التنمر والسخرية وجهت نحو نجار شاب كالرصاص القادم من الأسلحة
النارية، لمجرد أنه أختار أن يتميز في عمله ويحاول أن يصنع فنه الخاص ويتخطى
الإطار الذي رسمه له كل من حوله، والطريق كان عبر تصميمه وتنفيذه لبورتريهات فنية
مصنوعة من تفريغ الخشب وتعتمد على الخداع البصري، نالت استحسان الكثيرون وكانت
السبب في مشاركته بعدد من المعارض الفنية.
بطل تلك
الحكاية هو مصطفى مهني القاضي، الحاصل على دبلوم صنايع قسم نجارة، ويعمل نجار منذ
أن ورث تلك المهنة من والده، وبدأ رحلته مع فن تفريغ الخشب وتحويله إلى قطع
ديكورات فنية وبورتريهات قبل حوالي عام ونصف: «قدرت أتعلم برامج عشان أقدر أعمل
الشغل ده على ماكينة ليزر»، وفق ما يرويه «مصطفى» في حديثه مع «الفيتشر».
اقرأ
أيضًا: رسومات «حنان» فرحة على الورق
والجدران: «رسالتي نشر البهجة بالفن»
ساعات من
العمل
يحتاج النجار
القاطن بمحافظة الجيزة لساعات طويلة من العمل لينتج لوحة واحدة، إذ يقوم بالتصميم
في البداية ثم بعملية تجهيز الماكينة للعمل وبعد ذلك يبدأ في عملية تفريغ الخشب،
حتى ينتج لوحته الخشبية، ورغم كل ذلك يوفر قطعه الفنية بأسعار ليست بالغالية وإنما
في متناول الجميع، حسب ما يؤكد النجار، كونه يستهدف أن يتفهم الناس هذا الفن
ويعطونه التقدير اللازم له، خاصة بعدما تعرض كثيرًا للتنمر والسخرية: «في ناس
بتتريق على اللي بعمله، ونفسي يفهموا أن ده فن، لأنهم مش فاهمينه اللي بعمله ولا
مقدرينه».
اقرأ أيضًا: كرسي Game Of Thrones
على أرض «قنا».. حداد مصري يبهر
الجميع: «مهنة أبويا وأجدادي»
حلم «مصطفى»
لم يجد
«مصطفى» حتى الآن الدعم اللازم والكافي سوى من تشجيع والده ووالدته وأشقائه،
المؤمنين بما يقوم به ويدفعونه نحو الإبداع به كثر، خاصة بعدما شارك مؤخرًا في
معرض «طيف» بمحافظة الإسكندرية بلوحة فنية من أعماله، نالت حظها من تقدير كل حضور
المعرض وتم تكريمه بسببها، كما رشحه عدد من مسئولي بعض المعارض الفنية للمشاركة
بها أيضًا، وهو ما ينتوي فعله خلال المرحلة القادمة، حتى يصل بفنه إلى أكبر عدد من
الناس ويغير وجهة نظرهم تجاه ما يفعله ويعطوه التقدير المعنوي المناسب له.
