مطرب بني سويف.. «محمد» كفيف يبدع في الغناء والإنشاد الديني
كتبت: جهاد طه رزق
«الأمر ليس
محاولة فقط لإظهار موهبتي في الغناء، لا فهدفي أكبر بكثير من ذلك، أريد التأكيد
للجميع بأن فاقدي البصرة لديهم القدرة أيضًا على الإبداع والتميز».. كلمات بسيطة
خرجت من «محمد» مطرب كفيف صاحب الصوت غنائي يُشيد به كل من يستمع إليه سواء في
الغناء أو الإنشاد الديني، لكنها كانت كافية للكشف عن رسالته في تلك الحياة وهدفه
الذي يسعى ورائه دائمًا.
محمد عبدالسميع،
من مواليد محافظة بني سويف، بدأ الغناء في كورال المدرسة، ثم أخذ يُدرب أصدقائه على
الغناء في المرحلة الثانوية، فقد كان جميع من حوله يحب أن يستمع إليّه، فهو ودّ أن
يثبت أن الفن بداخلنا، وأن فاقدين البصر، لديهم بصيرة أقوي مما يمتلكون البصر.
ألتحق بكلية الآداب،
قسم مسرح ودراما، ويعتبر «محمد» أول من ألتحق بقسم مسرح ودراما من المكفوفين،
عمل أيضًا مع العديد من الفرق الموسيقية وكان أبرزها فرقة الموسيقار سيلم سحاب وحقق
بها الكثير من النجاحات، ولم يكتفي بذلك فقد كان يطرب من اعتاد على زيارة قصور الثقافة،
وأضاف «محمد» خلال حديثه مع «الفيتشر»: «تأتي لي دعوة من قصور الثقافة، لأنشد في ليالي
رمضان التي تقام في هيئة قصور الثقافة، وحقًا أستمتع بالإنشاد الديني، فيجعلني أشعر
بروحانيات في غاية الجمال».
اقرأ
أيضًا: »دقة قديمة» فرقة تعيد إحياء التراث الغنائي.. وقائدها:
«نحارب التيار السائد من الهبوط الفني«
لقاء مع الملحن
حلمي بكر
عندما سمع عن برنامج
«حلم النجوم» بقيادة الملحن حلمي بكر، أصر أن يذهب ويشارك ولم يهتم بآراء بعض
الحاقدين، الذين أزعموا بأنه لن ينجح قط، دار بينه وبين الملحن الشهير حوار بأنه يمتلك
صوتًا جميلاً ووعده بأنه سوف يكون لقاء يجمعهم في وقتٍ قريب، وأنه سوف يحقق الكثير
من النجاحات: «حقًا كانت من أجمل اللقاءات التي قمت بها، وكنت أخشي مقابلته لأنه رجل
ذي هيبة كبيرة ولكن تغلبت علي خوفي وقمت بالغناء وحقًا في غاية السعادة، حينما أثنى
على صوتي، وقال بالنص بأني أمتلك (صوت رايق) كنت هائمًا بين السحاب، حينما سمعت ذلك،
وأتمنى أن ألتقي به مرة أخري».
اقرأ
أيضًا: »منة»
موهبة غنائية من اكتشاف والدتها: «بحلم صوتي يوصل لكل الناس«
موهبة تواجه
التنمر
واجه «محمد» في رحلته مع الغناء والإنشاد الديني العديد
من الصعاب، منها التنمر، ومواجهة الوسط الفني ،«منعت من الإنضمام لأحد الفرق الغنائية لأن المنتج لم يرغب في تواجد مطرب كفيف بفرقته» لكن كل ذلك لم يقف كعائق في طريقه تحقيق لذاته وتقديم مواهبه
المتعددة أمام هذا العالم، لأنه كما يؤكد في نهاية حديثه مع «الفيتشر»: «لا أعرف
الاستسلام ولا أهتم بكل معانيه».