جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقال

عن صراع «موليير» ورجال الدين.. كيف جسدت أعمال أحد رواد المسرح الأوروبي معاناته؟

الشاعر الفرنسي مولييرمقال: عوض أحمد علام


رَفَض رجالُ الدين دفن الشاعر الفَرنسي والمؤلف المسرحي «موليير» إلا في مدافن المنتحرين وأبناء الخطيئة والأولاد الذين لم يُعمَّدوا، وذلك لأنهم كانوا قد كفروه أكثر من مرة بسبب جرأته في أعماله المسرحية خاصة مسرحيته الشهيرة «طرطوف»، التي كانت تدور أحداثها حول رجل دين يُسمى «طرطوف» يُظهر الورع والتقوى ويعتمد عليهما اعتماد مَن لا يخشى الفقر في تقليب رزقه باسم السماء وفي إخفاء أحط نزواته وشهواته المتحامية بالثقة العمياء التي يمنحها له أتباعه. 

 

ومَع أن «موليير» قد عالج الموقف في المشهد الأخير من المسرحية على لسان أحد شخوصها بتوضيح أن المجتمع يحمل الأفاقين والصادقين معًا وأن مَهمة الرجل النبيل تكمن في عدم إذعانه المُطلق وأن يستجيب لغرائزه الإنسانية ودوافعه الببولوجية ما دام ذلك تحت رعاية العقل إلا أن هذه المسرحية قد أثارت جدلا واسعا بين رجال الكنيسة في ذلك الوقت.

 

وكذلك يتضح في نفس المشهد حرصه الشديد على إظهار عدل الملك الذي قام بإلقاء القبض على «طرطوف» بدلا من القبض على الرجل الذي قُدِّمَتْ مستندات الإدانة ضده زورا وبهتانا من قبل «طرطوف» وحِيَلِه.

 

ويقف خلف كواليس هذا المشهد ما كان يوفره ملك فرنسا في ذلك الوقت من الحماية والرعاية للشاعر «موليير» فلولا الملك ما وافقت الكنيسة على دفن جثمانه ولا حتى في مقابر أبناء الخطيئة والمنتحرين.

 

وبإمكانك اعتبار ذلك المشهد المسرحي هو الأول من نوعه في تناوله لقضية فصل تدخل الدين على لسان رجاله في شئون الدولة وهو ما أثار غضب رجال الدين في ذلك الوقت أي في القرن السابع عشر.

 

إضافة إلى ما كان يدعو إليه «موليير» في أعماله المسرحية من الاستجابة للغرائز كما قد سبق وإلى انتقاده اللاذع للمجتمع كمسرحيته "عدو المجتمع" وإلى انتقاده طبقة البرجوازيين والأرستقراطيين كما يبدو ذلك جليا في مسرحيتيه «البخيل، البرجوازي النبيل».

 

كل ذلك قد أدى إلى سخَط رجال الدين عليه إلى درجة قيل فيها أن بعضهم كان يخطط لإحراقه حيا لولا قربه من الملك  وفي النهاية يبدو أن السماء قد كتبَت له ولأعماله الخلود.

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *