حكاية
«ميرا» والمسرح.. حكاية شغف
كتبت: جهاد طه رزق
بدأ شغف ميرا أشرف بالمسرح منذ نعومة أظافرها، إذ رأت في المسرح عالماً مصغراً مليئاً بالحياة، فأحبته حباً شديداً. كانت أولى خطواتها على خشبة المسرح الكنسي، حيث اكتسبت العديد من المهارات التي ساعدتها في مسيرتها المسرحية. واليوم، تقف ميرا على خشبة مسرح جامعة بني سويف، تحت رعاية رئيس الجامعة الدكتور منصور حسن، وبفضل التدريب الجيد الذي تلقته من إدارة الجامعة. شاركت في العرض المسرحي "روبيك" تحت إشراف المخرج المرموق يوسف المنصور، لتصبح واحدة من أبطال هذا العرض المميز.
بدأت
رحلتها الأولى في عالم المسرح الكنسي الذي جسد لها العديد من المعاني المختلفة، جذبها إلى المسرح مقارنة بباقي
أنواع التمثيل هو حرية التعبير التي تشعر بها، حيث تشعر بأنها أكثر تحررًا على
خشبة المسرح. بالإضافة إلى ذلك، تتواجد جميع العناصر في نفس اللحظة؛ الممثلون،
الإضاءة، الميكروفونات، والجمهور، وكل ذلك يتفاعل في لحظة واحدة. وهي تعتقد أن هذه
التجربة لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر.
ميرا أشرف على خشبة مسرح جامعة بني سويف
شاركت في العديد من الأنشطة
المسرحية منذ المرحلة الابتدائية، واستمر ذلك طوال مراحل الدراسة حتى التحاقها
بالجامعة. قبل ذلك، كانت جزءًا من ورشة "ابدأ حلمك"، حيث تلقت التدريب
على يد مجموعة من الأساتذة الكبار، مثل الأستاذ شادي الدالي، والمهندس محمود حنفي،
والأستاذ تامر فتحي. هي تكن لهم كل الاحترام والمحبة لما تعلمته منهم على
المستويين الشخصي والمهني. أما أحدث تجاربها، فكانت في عرض "روبيك"
لمنتخب جامعة بني سويف، من إخراج الأستاذ يوسف المنصور، وهو الشخص الذي تعلّمت منه
الكثير رغم أنها كانت تجربة واحدة، لكنها بالنسبة لها كانت بمثابة سنوات من التعلم.
الحقيقة أنه لا توجد طريقة ثابتة لتقمص الشخصية، فكل شخصية لها
حالتها وطريقتها الخاصة في الوصول إليها. الشخصيات التي نمثلها على المسرح تترك
فينا أثرًا حتى لو لم نشعر بذلك بشكل واضح. أشعر أن هذه الشخصيات تغيّر شيئًا
داخليًا، وقد يكون هذا الشيء مرتبطًا بمشاعر الشخصية نفسها. عندما أشعر بتلك
المشاعر، قد يحدث تغيير داخلي لدي.
اقرأ أيضًا: بيت الثقافة الجماهيرية. مخرجو المسرح يقدمون
روشتة نهوضه من جديد
تحديات تجسيد دور "جيجي هانم" في عرض "روبيك"
أكبر تحدٍّ واجهته كان في آخر دور قمت به في عرض
"روبيك" لمنتخب جامعة بني سويف، من إخراج الأستاذ يوسف المنصور. كان
دوري هو "جيجي هانم"، وهي أم لأربعة أبناء كبار ولديها حفيد، وكانت
متقدمة في السن، وهذا كان شيئًا جديدًا تمامًا بالنسبة لي. لم أتخيل أنني يمكن أن
أقوم بدور كهذا، لولا ثقة الأستاذ يوسف الذي كان يرى أنني أستطيع القيام به،
وفعلاً كان محقًا. ومن أكثر الأشخاص الذين شجعوني على المحاولة، حتى لو شعرت أن
الدور لا يشبهني، كانت الأستاذة هبة، المسؤولة عن النشاط في الجامعة، وكل أصدقائي
من فريق منتخب الجامعة.
تعامل ميرا أشرف مع الخطأ في
المسرح بالسلاسة
تقول ميرا أشرف إلى موقع الفيتشر
(اللحظات التي يحدث فيها خطأ على المسرح أتعامل معها بسلاسة، حتى لا يشعر الجمهور
بوجود مشكلة. أعتقد أن أحلامي وطموحاتي الآن تتمثل في أداء أدوار أكثر تنوعًا
وتجسيد شخصيات بعيدة عني تمامًا.)
نصائح ميرا للشباب الراغبين في دخول المجال المسرحي
قدمت ميرا
نصحيه للشباب الذين يرغبون في دخول المجال هي أنه إذا كانوا يحبونه بصدق، فلا
يترددوا في الانخراط فيه وتجربة أنفسهم. سيكتشفون ذاتهم في هذا المجال، ولكن يجب
أن يكون لديهم هدف واضح أمامهم، حتى لا يشعروا فجأة أنهم يضيعون الوقت أو يقومون
بشيء بلا قيمة.
أهمية المسرح كوسيلة
لنقل الرسائل إلى المجتمع
وترى أن المسرح بالنسبة لها هو
الوسيلة الأهم لنقل الرسائل إلى المجتمع، لأنه يوفر اتصالًا مباشرًا بين الممثل
والمتلقي. لا يوجد أحد مختبئ خلف شاشة يقول ما يُملى عليه؛ بل تكون اللحظات على
المسرح من أكثر اللحظات الحقيقية بين الممثل والجمهور. وإذا أدرك المجتمع هذا وفهم
أهمية المسرح، ورأى العروض المسرحية من هذا المنظور، فإن الأمور ستتغير كثيرًا،
وسيصبح المسرح أحد أهم الفنون.