مسرحية «سوء تفاهم».. إبداع مخرجة في التعبير عن العبثية
كتبت: جهاد طه
تُعَدّ مسرحية "سوء تفاهم" واحدة من أبرز أعمال الفيلسوف الفرنسي العبثي ألبير كامو، حيث ركزت على فكرة العبثية التي تعد محورية في أعماله الأدبية.
تدور أحداث المسرحية في تشيكوسلوفاكيا، وتتمحور حول قصة رجل
ترك قريته التشيكية ليجمع ثروته في الخارج. بعد مضي 25 عامًا، عاد الرجل إلى مسقط
رأسه وقد أصبح غنيًا، وكان يسعى لمفاجأة والدته وأخته اللتين تديران فندقًا في
القرية.
دخل الفندق ولم تتعرف عليه أسرته، فخطرت على باله فكرة ألا وهي أن يظهر ماله وأن يبق متخفيًا، واستأجر غرفة عارضًا ثروته. خلال الليل، قتلت الأم وابنتها الرجل بهدف سرقته، وحينما اكتشفت هوية القتيل بأنه ابنها الوحيد قررت شنق نفسها، والأخت أصيبت بالجنون، ونتعرف من خلال الأحداث بأنها ليست أول جريمة لهما؛ حيث كان الهدف الأول لهم سرقة المستأجرين مهما كلفهم الأمر.
مسرحية "سوء تفاهم" والتعبير عن العبثية في أعمال
ألبير كامو
مسرحية "سوء تفاهم" من المسرحيات المشاركة في النوادي التجريبية للمسرح، من إخراج ساندرا سامح، استخدمت المخرجة أكثر من تنقية إخراجية لتعبير عن كل مشهد على حدي، قائلة في حديثها مع «الفيتشر»: «استخدمت قفص العصافير لتعبير عن السجن وانعدام الحرية وبانتهاء العرض المسرحي يفتح القفص ويترك المكان كأنّه اتحرر، تخدم الخيوط الحمراء لنسج شبكه عنكبوت طول وقت العرض واختيار لون الأحمر الدموي، بالإضافة إلى أن القصة تحتمل التجريب على مستوى المكان والسينوغرافيا والأداء واللغة».
دور الديكور في تعكس الفجوات النفسية في مسرحية "سوء
تفاهم"
ديكورها المبتكر، عبرت المخرجة ساندرا سامح عن قصة مسرحية
"سوء تفاهم"، حيث استخدمت الديكور لتعكس الفجوات النفسية لشخصيات العرض.
وأضافت المخرجة الشابة في تصريحها لـ«الفيتشر» أن تصميم الديكور تفريغ لهذه
الفجوات، ما يعكس عمق الشخصيات وتعقيد العلاقات في المسرحية.
أشاد النقاد بالعرض بشكل كبير بعد انتهائه، مؤكدين على جودة
التنفيذ والإبداع في التقديم. تكونت لجنة النقاد من الدكتورة لمياء الأنور،
والمخرج محمد صابر، والدكتور فادي نشأت، الذين عبروا عن إعجابهم بالابتكار في
السينوغرافيا والأداء، مشيرين إلى التفرد والتميز الذي أضفته المخرجة ساندرا سامح
على العمل.
تعد هذه التجربة ليست الأولى للمخرجة ساندرا سامح، فقد قدمت تجربتها الأولى في مسرحية "سجن النسا"، وهو عرض نسائي يناقش القضايا النسائية بوضوح. تم عرض المسرحية في مسرح العلبة الإيطالية، وحصلت على المركز الأول في الإخراج والإضاءة.
فوز ساندرا سامح بالجوائز واعتمادها كمخرجة
بسعادة كبيرة، أعلت ساندرا سامح بأنها فازت
5 جوائز وحصلت على اعتماد كمخرجة من الهيئة العامة لقصور الثقافة. هذا الإنجاز
يعكس الجهود المبذولة والمهارات المتقنة في مجال الإخراج المسرحي: «سأستمر في العمل
بجد للمساهمة في تطوير المشهد الثقافي وتقديم الأعمال الفنية ذات الجودة والإبداع».
أهمية الجوائز في تعزيز الثقة والمثابرة في مجال الفن المسرحي
الجوائز تمثل للإنسان حافزًا مهمًا يعزز من إحساسه بقيمة تعبه
ومجهوده وسعيه. فهي ليست مجرد تقدير للعمل الجاد، بل تمثل أيضًا تأكيدًا على
القدرات والمواهب. يعكس الفوز بالجوائز اعترافًا رسميًا بالإنجازات والمساهمات،
مما يشجع على المزيد من التطور والتميز في مجالات العمل والإبداع.
