جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

المعافرونمشروعي

ندى الأسيـوطي… حين يتحوّل الذكر إلى فنّ، والحلم إلى خيطٍ من نور

كتبت: منة الله طه 

في عالمٍ يمتلئ بالضجيج والسرعة، تظهر دائمًا أرواح هادئة تصنع فرقًا بصمتٍ وجمال.

من بين تلك الأرواح، برزت فتاة تُدعي ندى مصطفى محمد، المشهورة باسم ندى الأسيـوطي، تحمل بين يديها شغفًا نادرًا، وروحًا تؤمن أن الإبداع طريقٌ إلى الله، وأن الحُلم لا يُولد كبيرًا، بل ينمو مع كل خطوة صادقة نحو النور.

بدأت ندى رحلتها قبل أربع سنواتٍ ونصف، بخطوةٍ صغيرة لم تكن في نظر الآخرين سوى فكرة لطيفة عن “سبح” يدوية الصنع، لكنها بالنسبة لها كانت أكثر من مجرد مشروع؛ كانت رسالة، ومحاولة لتقريب القلب من الذكر، والذكر من الحياة.

هكذا وُلد براند "وَاذْكُرْ".


لم يكن الدافع وراء تأسيسه طموحًا ماديًا أو سعيًا وراء الشهرة، بل كان بحثًا عن المعنى.

ندى، التي طالما أحبت المشغولات اليدوية وكل ما يُصنع بالحب والصبر، وجدت في هذا الفن طريقًا يربط بين يديها وقلبها، بين الخرز الصغير والنور الكبير الذي يملأ الروح حين تذكر الله.

كانت تصنع أولى سبحاتها بدافعٍ بسيط: أن تأخذ ثوابًا، وأن تُعبّر عن إيمانها بطريقة تليق بجمال الذكر.

تقول ندى إنها كانت تشعر دائمًا أن كل سبحة تصنعها ليست مجرد قطع من الأحجار والألوان، بل تسبيحات صامتة، وأدعية تُقال دون صوت.

وما إن تقع عيناها على مجموعة ألوان تُلهمها، حتى يبدأ خيالها في رسم تصاميم جديدة وأشكال مبتكرة، وكأن كل لونٍ يهمس لها بفكرة مختلفة.

لم تكن تلك مجرد موهبة، بل كانت لغة داخلية لا يسمعها سواها.

ورغم أن أصحابها دعموا فكرتها منذ البداية، إلا أنهم لم يتخيلوا أن تُترجم هذا الحلم إلى واقع بهذه القوة والإبداع.

آمنوا بها، نعم، لكنهم لم يتوقعوا أن تمتلك تلك الجرأة لتبدأ وتنجح بهذه الصورة.

ندى كانت تؤمن بنفسها، فاختارت الاسم، وصمّمت الشعار بنفسها، وسوّقت لبراندها بمجهودها الفردي، حتى صار “اذكر” علامة تُعبّر عنها بكل تفاصيلها.

بعيدًا عن “وَاذْكُرْ”، ندى ليست مجرد مصممة.هي مدرّسة لغة إنجليزية تخرجت من كلية التربية العامة، قسم اللغة الإنجليزية، تعمل بكل حب مع الأطفال الذين يبادلونها المودة والضحك.

هي أيضًا مدربة سباحة تنشر الطاقة والحيوية في كل مكان، تجمع بين الانضباط المهني وروح الفنانة الحالمة. تعيش أكثر من حياة، لكن يجمعها كلها خيط واحد: الإبداع والحُبّ في كل ما تفعل. تعترف ندى أنها تمر بلحظات إحباط، مثل أي إنسانة. تتعب أحيانًا، تتساءل أحيانًا، لكنها لا تتوقف أبدًا. حين تشعر بالانطفاء، تعود لتذكّر نفسها بسبب البداية: “أنا بحب البراند دا.”تعود لتغزل خرزة جديدة، وتصنع من حُبها طاقة جديدة، وتبدأ من جديد.

تقول:أنا بواجه مميزات وعيوب زي أي حاجة في الدنيا، في ناس بتدعم وبتحب شغلي جدًا، وفي ناس تانية ممكن تحبط، بس عندي عملاء مميزين دايمًا بيشجعوني وبيستنوا كل جديد أقدّمه.”



ندى لا ترى في “وَاذْكُرْ” مجرد تجارة، بل رسالة تريد أن توصلها للعالم.

تحلم أن ينتشر البراند في كل مكان، داخل مصر وخارجها، وأن تصبح “اذكر” رمزًا للجمال الهادئ، وللنية الطيبة التي تُترجم إلى فن.

وقد شاركت ندى بالفعل في معارض كبيرة مثل تراثنا وديارنا، لتقدّم للعالم جزءًا من روحها من خلال أعمالها.

أما عن نصيحتها لأصحاب البراندات الصغيرة، فتقولها ببساطة نابعة من القلب:

اصبروا، وماتملوش، حاولوا واسْعوا. الطريق مش سهل، بس كل خطوة فيه بتقربكم من حلمكم.”

ندى تؤمن أن الهدف الحقيقي ليس المال، بل المعنى، أن تترك بصمة، أن تذكّر الناس بالله ولو بلمسةٍ صغيرة من خرزةٍ بين أصابعهم.

تؤمن أن الفن قد يكون عبادة، وأن الذكر قد يكون جمالًا، وأن اليد التي تعمل بالحب… تُسبّح دون أن تنطق.

وهكذا تمضي ندى في رحلتها بخطواتٍ مطمئنة، تجمع بين الذكر والعمل، بين الفن والإيمان، بين الحلم والإصرار.

تخيط ألوانها بخيوط من الأمل، وتنسج بين خرزاتها حكاية جميلة عن فتاة آمنت أن ما يُصنع بالنية يبقى، وأن ما يُزرع بالإخلاص يُثمر ولو بعد حين.

ربما لم تكن تعلم يومًا أن “وَاذْكُرْ” سيكبر ، لكنها كانت تعرف يقينًا أن الله لا يخذل من بدأ بشغفٍ وذكرٍ وصدق نية.

ندى الأسيـوطي… لم تصنع مجرد سبح، بل صنعت معنى.

التالي
هذا هو أحدث مقال.
السابق
رسالة أقدم

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *