حوار
حوار| أصغر قارئة في المنيا: «مصروفي كله ضايع على الكتب والمجلات»
حوار وتصوير: إسلام كمال
تقع في إحدى الأحياء الشعبية مكتبة ثقافية وهي محاولة فردية من القائم عليها في نقل سور الأزبكية إلى الصعيد وبالتحديد محافظة المنيا، سور الأزبكية هذا الاسم الذي هو دليل على صرح ثقافي له تاريخ طويل وعريق، الذي يجتمع فيه مئات من أكشاك الكتب القديمة والنادرة، والذي ساهم في تشكيل وبناء وعي الكثيرين من القراء العاديين والكتّاب أيضا.
المنيا هي محافظة معزولة نسبيا من حيث انتشار الثقافة والكتب بها، ومن الصعوبة بمكان أن تجد مكتبة تغطي جميع فروع الثقافة وفي الوقت ذاته تكون الأسعار في المتناول، خاصة في ظل الأزمة الأقتصادية الراهنة، وضيق حال أهل المنيا لقلة توافر فرص العمل بها، ولكن رغم ما سبق مازال هناك قراء يسعون إلى طلب المعرفة والترقي إلى أعلى درجات الإنسانية، ومن ضمن هؤلاء شخصية متفرده، لديها حماس وشغف لا يضاهي، ترى في القراءة شيئا مهما، القراءة عندها تسبق الحلوى على عكس اقرانها في الحي الذي تقطن به، تجمع مصروفها وتطرق باب المكتبة الكائنة على بعد أمتار من منزلها، تنثر المجلات والقصص حولها، وتبدأ في تصفحها واختيار ما يعجبها، وتحمل ما جمعته من مجلات كأنها تحمل العالم كله بين يديها، وتمضي في طريقها بعد أن تدفع حساب ما حصلت عليه.
ولهذا ولذلك كله حاولنا الاقتراب منها والتعرف عليها من خلال حوارنا التالي:
- اسمك إيه؟
اسمي "مريم"
- عندك كام سنة؟
مش فاكرة، بس أنا أكبر من ابن خالتي، بص أنا رايحة سنة أولى، احسب بقي أنت وقولي.
- بتعملي إيه هنا؟
ترفع حواجبها وتقول "برقص"
نعم!
واحدة في مكتبة، هكون بـ أعمل إيه يعني؟
- بتشتري كتب؟
شاطر.. عرفتها لوحدك ولا حد قالك؟
- طيب بتشتري كتب إيه؟
بشتري قصص أطفال، عشان أنا لسه صغيرة، كنت بشتري قصص أميرات ديزني، بس بعدين يا سيدي بقيت بحب المجلات اللي فيها قصص وتلوين مع بعض، لأني أنا بحب ألوّن.
- بتشتري قصص من أمتي؟
من شوية كتار، لما فتحت المكتبة دي هنا، كنت وأنا ماشية من جنبها بشوف صور وكتب كتير، افتكرتها مدرسة في الأول، وكنت خايفة من عمو اللي واقف فيها، افتكرته حرامي أو عفريت لأنه ظهر مرة واحدة، بس بعدين قلت لنفسي هيعمل ليا إيه يعني، ورحت سألته عن القصص، ومن وقتها وأنا زبونة عنده.
- بتشتري بمصروفك؟
آه.. يعني أغلب فلوسي بجيب بيها قصص، اصحابي بيقولوا لي بلاش وتعالي هاتي معانا شيبسي وحلاوة، بس الحاجات دي مضرة، وممكن توجع أسناني، إنما القصص حلوة، أنا بحبها أكتر من الحلاوة.
- بتحبي إيه غير القصص؟
بحب الرسم أوي، اشتريت كراسة رسم جديدة، وهجيب ألوان كمان، عشان ارسم الشجر والسما، عايزة أكون فنانة زي البنت اللي في المجلة.
- فيه حد شجعك على القراءة؟
حد مين؟ هو أنا صغيرة يا أستاذ! أنا بشجع نفسي، وبروح المكتبة لوحدي.
- بتختاري القصص إزاي؟
بفضل أقلب في كل القصص.. أميرات وميكي وتوم وجيري والدب ويني وكده، وبقعد وقت طويل، بس مش مهم، المهم أخد قصص حلوة.
- شكلك بترهقي صاحب المكتبة؟
إيه؟
- يعني بتتعبيه معاكي؟
لا ده هو اللى بيتعبني.
إزاي؟
يعني أنا لازم اخد فرصتي، هو ساعات بيوريني قصص حلوة، بس ورقتين، حجمها صغير، وأقعد أفهمه إني ببقى عايزة قصة حجمها كبير، عشان تقعد معايا مدة طويلة.
- وبعد ما بتقري القصص بتعملي بيها إيه؟
بشيلها.. دول حبايبي، بيناموا معايا.