سنوات من الألم عايشتها «زينب» في صراع طويل وممتد مع مرض الشد العصبي، كان الرسم سلاحها الأوحد والوحيد لتواجه به كل المعاناة التي عايشتها، بعدما لجأت إليه لتتناسي هذه الآلام فجاءت النتيجة أفضل مما كان أحد يتوقع، وأصبحت فنانة تشكيلية أبهرت جميع من شاهدها لوحاتها الفنية، وما تقدمه من فن تجريدي باستخدام التطريز والمسامير والآبرة والخيوط.
زينب العاني، فنانة تشكيلية عراقية، وطالبة في جامعة البيان قسم التصميم الداخلي، تبلغ من العمر 22 عامًا، وبدأت رحلتها مع الرسم بعدما وجدت فيه المسكن الوحيد، الذي نجح في مساعدتها على تناسي ما تشعر به من ألم المرض ومعاناته اليومية والمستمرة: «الرسم كان الطريقة الأمثل في التعبير عن كل ما اشعر به، ارسم ما بداخلي سواء كنت حزينة أو فرحانة».
استطاعت الفنانة العراقية أن تحجز لها مكان وسط مبدعي الفن العراقي، بعدما تميزت في تقدمه من لوحات فنية تحاول من خلالها تجسيد مشاعر وأحاسيس عايشتها هي والكثيرين: «الفن يمثل لي الفرح ومسكن الآلم وهو راحتي، ففيه كانت تتجسد طاقتي للحياة والتحدي في صنع كل ما أحب وأتمنى، فهو متنفسي الوحيد وأهم إنجازاتي في تلك الحياة».
واختارت «زينب» الرسم بالإبرة والخيط بالأخص، لأنها ترى فيه فن مختلف وغير تقليدي: «لا يوجد من علمني هذا الفن، حاولت الإبداع فيه بمفردي والحمد لله النتيجة مرضية للغاية، وأثبتت للعالم أجمع من خلاله أني قوية ولست فاشلة أو عاجزة كما كانوا يقولون في السابق».
وشاركت «زينب»، في العديد من المعارض الفنية المختلفة، في مقدمتها معرض وزارة الثقافة العراقية، بالإضافة إلى مشاركتها المميزة رفقة مجموعة كبيرة من الفنانين في معرض بيت الشباب، وكذلك معرض الفنانات التشكيليات العراقيات الذي أقيم بالأردن، قبل أن تنجح في تنظيم معرضها الفني الأول العام قبل الماضي تحت عنوان معرض تفكيك الألم: «الحمد لله ردود الأفعال كانت أفضل مما أتوقع والجميع لم يتخيل أن كل هذا الإبداع من صناعة فنانة في مقتبل العشرينات وما زالت تخطوا خطواتها الأولى في عالم الفن».
تحلم الفنانة التشكيلية العراقية أن تصبح مهندسة ديكور: «وأحلم كذلك بالسفر وأن اجتمع بمن أحب وأنجز كل ما أريده مهما كانت العقوبات التي ستقف أمامي».
إعداد: محمد خاطر