بطل سباق أجياد الدولي.. «ولد الطحاوي» فارس حب الخيل «بيجري في دمه»
في الوقت الذي كان يقف فيه جميع متسابقي سباق
أجياد الدولي إلى جوار بعضهم، كان يقف هو بعيدًا رفقة شريكته في السباق «الفرسة
الخاصة به»، يداعبها تارة ويتحدث إليها هامسًا في أذنها يخبرها عن حلمهم في الفوز
بهذا السباق، وتارة أخرى يقرأ بعض آيات القرآن الكريم خوفًا عليها من الحسد وعيون
الناظرين.
وبعد دقائق ينطلق السباق وسط منافسة قوية
وشرسة من جميع الفرسان المشاركين، لكنه ينجح في تخطي جميع خصومه ويستطيع جذب
الأنظار إليه بعد الفوز بالسباق، والذي شارك فيه عدة دول عربية بينها: (مصر،
الأردن، ليبيا، سوريا)، والحديث هنا عن الفارس أحمد الطحاوي، بطل حكايتنا اليوم
بمنصة «الفيتشر».
أحمد محمد حسن الطحاوي، المعروف باسم «آدم الطحاوي» شاب من أصول صعيدية، سليل عائلة مشهورة بركوب وتدريب الخيول في محافظة الشرقية، يبلغ من العمر 28 عام، تخرج في كلية الفنون الجميلة، ويقطن بمحافظة الإسكندرية.
بدأت رحلته مع الخيول من وهو طفل صغير: «مكنتش
بخاف منهم بالعكس، كنت حابب صوتهم وشكلهم وريحتهم، لدرجة كنت بهرب من بيتنا وأروح
بيت عمي، عشان أقعد مع الخيل بتاعتهم»، وهو ما دفعه ليجعل رسوماته ومشروع
تخرجه بالكامل يتمحور حول الخيول.
الشاب ذو الأصول الصعيدية بطل رياضي بالأساس، إذ كان أحد لاعبي منتخب مصر للملاكمة وشارك في العديد من البطولات المحلية والعالمية، قبل أن يتعرض لحادثة بحصانه خلال إحدى السباقات التي شارك بها وأسفرت عن عدة إصابات خطيرة أجبرته على اعتزال الملاكمة: «ومن وقتها قررت أركز مع الخيل، وبعد رحلة العلاج رجعت الحمد لله رجعت أركب خيل تاني، وكمان بقيت مسؤول عن ترويض الخيول في مزرعة عمي».
ولم يكتفي ابن عائلة «الطحاوي» على
حبه وتجربته مع الخيول، بل كان حريص على التزود بالعلم والتدريب الكافي: «خدت
كورس إعداد مدرب في نادي الجزيزة، وبدأت علاقتي بالخيل تتحسن جدًا».
يمتلك 3 خيول «زين وقمر والأكبع»،
وقبل فترة انضم إلى مزرعة الكابتن سعيد بمنطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية كمدرب
يساعد الأطفال والشباب والفتيات على الركوب الحر للخيول: «بعلمهم أزاي يعرفوا
يركبوا الحصان وأزاي يتعاملوا معاه وأزاي يقدروا يكسبوا ثقته، لأن اللي ناس كتير
متعرفوش أن الخيول بذات شبه الناس في حتة أن كل حصان وله شخصية مختلفة وله طباع
بتختلف عن أي حصان تاني».
يحلم الشاب العشريني أن يُعيد حب المصريين
بالأخص والعرب بشكل عام إلى الخيول من جديد كما كان في السابق: «نفسي كل مكان
يكون فيه فارس، والناس تفهم يعني أيه فروسية ويعني أيه حب الخيل، العرب زمان ولحد
دلوقتي بيتعاملوا مع الخيول زي بناتهم، مينفعش تروح تقول لحد عايز اشتري حصانك
بتقوله مهره كام؟»، كما يتمنى أن يعيد أن أسم عائلته صاحبة الرحلة الطويلة
والممتدة مع الخيول من جديد، وأن يتنبهوا لوجوده ومحاولته المحافظة على إرثهم
العريق مع الخيل.
يمتلك ابن عائلة «الطحاوي» شغف كبير
بعالم الخيول، لدرجة أن يرى فيهم أصدقائه الوحيدون: «الخيل المخلوق الوحيد اللي
حسس الإنسان معنى الوجود وحسسه بالقوة والشجاعة والإصرار والعزيمة، أنا حرفيا
معنديش صحاب خالص غير الخيل»، ولهذا يعيش حياته من أجل أن يعرف الناس بالخيول.