هل نحتاج إلى تفعيل العلم؟
مقال لـ عمار ياسر
إن العلم هو الحياة والحياة هي العلم، فهل يمكن أن يكون هناك
حياة بدون العلم؟
إننا نعيش في أشد العصور تطوراً في تاريخ البشرية فقد وصلت العلوم
إلى أسمى الدرجات في بلاد، وقد فُقدت قيمه العلم في بلاد أخرى، فهل نحن اليوم في
بلادنا نحتاج إلى تفعيل العلم؟
ما معنى تفعيل العلم؟
يعنى تفعيل العلم أن يتم تحويل العلم إلى إنتاج هذا الإنتاج قد
يكون إنتاج مادي ملموس أو إنتاج معنوي غير ملموس.
إننا نعيش اليوم في مجتمعنا المصري فيما يسمى بشكليات العلم والعلماء
وليس القيمة الحقيقية للعلم فالكثير يظن أن العلم هو عبارة عن المسميات والمصطلحات
والألقاب لذا فقدنا الكثير من قيمه العلم الحقيقية بسبب ذلك.
فنجد الكثير من الطلاب الباحثين يطمحون للحصول على الدرجات العلمية
فقط للحصول على الألقاب والمسميات وعندما تتحدث مع البعض منهم تجدهم لا يعلمون شيء
عن الدراسة التي قاموا بها ويزداد هذا العدد عاماً وراء عام حتى أصبحت الرسائل العلمية
تملئ الأرفف والمكتبات وعندما تبحث عن أثرها في المجتمع إن وجدت تجده غير مؤثر ومن
الممكن أن لا تجد أي أثر، فما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
هل دراسات لا تتسم بالأهمية؟ هل بسبب ندره الإمكانيات؟
أم هل بسبب تراكم الرسائل حتى أصبح هذا من المعتاد؟
إننا نحتاج إلى تفعيل العلم وتفعيل هذه الرسائل العلمية والاستفادة
منها ومن نتائجها وتطبقها في المجتمع نحتاج إلى آليات لتفعيل ذلك.
كما نحتاج إلى إعادة النظر في التشريعات الخاصة بالباحثين ونحتاج
إلى أخذ هدنه بأن تتوقف الدرجات العلمية لمده خمسة أعوام على الأقل وتوجيه الباحثين
أكثر ناحية إعداد الأبحاث العلمية على أن يتم إعطاء الدرجات العلمية للأبحاث ذات النتائج
الواقعية ذات التأثير فى المجتمع وليس كما هو مُعتاد أخذ درجة الماجستير والدكتوراه
ومن ثم عدم العمل بها وتزايد عدد أصحابها مع عدم وجود اثر لهذه الدرجات في المجتمع
مع عدم توافر فرص العمل المناسبة كل هذا يؤدى إلى إبطال وخمول دور العلم وأصبح العلم
في مجتمعنا عبارة عن الحصول على درجات علمية فقط لذا قد تدهور المجتمع.
إن إعادة تفعيل العلم تحتاج إلى حوكمة من نوع جديد على المنظومة
العلمية بمجتمعنا والوقوف على أسباب مُعطلات المسيرة العلمية في المجتمع.