شعوب بلا أرض.. ماذا لو كنت غجري؟
يحتفل الغجر بعيدهم
العالمي في الثامن من إبريل كل عام، ونحن حينما نسمع لفظة «غجر» وخصوصًا في مصر نربط
هذه اللفظة فورًا بالأعمال الإجرامية والنصب والسرقة، ولكن ترى ما حقيقة هؤلاء
الغجر، وما أصلهم؟
من هم الغجر؟
الغجر هم شعوب
بلا أرض أو هويّة يعيشون حياة التنقل والترحال، ويتوافدون من وإلي دول مختلفة من العالم
في فئات ومجموعات متفرقة، و قد يصل عددهم حوالي من ١٠ مليون إلي ١٢ مليون نسمة من سكان
العالم، وفي الغالب فإن موطن الغجر الأصلي هو الهند، إذ تميل لغتهم الغريبة والمعقدة
أكثر إلي لغة سكان الهند، كما أنهم غالبًا ما يتميزون بملامحهم السمراء وملابسهم الغريبة
الفضفاضة والمزركشة وزينتهم الكثيفة والملفتة، إلي جانب طقوسهم وتقاليدهم المختلفة،
إذ من المتعارف عليه في حياة الغجر اهتمامهم بالعزف والرقص والموسيقى، وعملهم في التنجيم
والسحر، ومحاولتهم الدائمة في ابتكار الحيل والألاعيب التي تمكنهم من العيش في غير
مواطنهم والتعامل مع مختلف الشعوب بسلام، إلا أنهم ومع ذلك لم يتمكنوا من العيش في
سلام!
معاناة شعوب الغجر
عانى الغجر على
مر العصور من اضطهاد الشعوب المستقرة لهم، فلم يتم الاعتراف بهم في أي دولة من دول
العالم، إذ كانت كل دولة ترفض وجودهم وسط أبناء شعبها فكان يتم ترحيلهم بشكل مستمر،
إلي جانب محاولات قتلهم والتعدي عليهم بحجة أنهم أشخاص يعتمدون في حياتهم على السرقة
والاحتيال ويخدعون المواطنين، بالإضافة إلي المحاولات الدائمة من الجنود والحراس في
المدن المختلفة في القبض عليهم وإلقاءهم في السجن حتى دون أن يرصدوا لهم أي خطأ ليس
لسبب سوى لأنهم غجر، كل تلك العوامل جعلت الغجر يهيمون في كل دول العالم ويزدادون توحشًا
وخداعًا ليتمكنوا من إيجاد سبل العيش بأي طريق كانت.
طقوس حياة الغجر
تميز الغجر بإتقانهم
الجيد للغناء والرقص والموسيقى، والذي ساعدهم في كسب المال عن طريق تقديم عروض غنائية
وعروض راقصة للناس في الشارع، كما يقدس الغجريين الموسيقى كونها تنقذهم من مشاعر الحزن
وتعطي لروحهم السلام والأمان وتدفعهم للتأمل، إلي جانب ادعاءهم القدرة على التنجيم
والتنبؤ وقراءتهم للكف والفنجان، كما اشتهر الغجر بقدرتهم على صيد الحيوانات إذ كانت
تلك طريقتهم في الحصول على طعامهم.